الزواج الحرام

اندهشت عندما سأل مذيع قناة الجزيرة: لماذا لا تستخدم الحكومة المصرية علاقاتها مع إسرائيل لوقف العدوان على غزة؟

السبب أن الحكومة القطرية التى تنفق على قناة الجزيرة، تملك علاقات أكثر حميمية من الإدارة المصرية مع حكومة إسرائيل، بل ومع النخبة الحاكمة هناك بكل تنويعاتها، فلماذا لم يتم توجيه هذا السؤال أيضا إلى أى مسئول قطرى؟

إنها الرغبة فى التحريض، صحيح أن لى انتقادات على أداء الحكومة المصرية، إلا أنها بدون أدنى شك أكثر فعالية من حكومة قطر، التى تحاول إنقاذ غزة بالضجيج الإعلامى الكاذب، عبر قناتها الشهيرة.

العدوان الإسرائيلى الغاشم مستمر ووصل إلى المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، ومع ذلك لم ينفذ حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى رئيس مجلس الوزراء القطرى، ووزير خارجيتها أى من تهديداته، فلم يغلق مكتب التمثيل التجارى الإسرائيلى فى الدوحة، رغم أنه حسب تأكيده، إسرائيل هى المستفيد الأكبر منه. ولم يسحب كما قال لقناة فوكس الأمريكية حماية حكومته للقاعدة العسكرية الأمريكية على الأرض القطرية. ناهيك عن أنه تجاهل أن يهدد بطلب انسحاب أكبر قاعدة أمريكية فى الشرق الأوسط، وهى التى تم استخدامها لغزو العراق فى عام 2003.

ولكنه مثل قناة الجزيرة القطرية، ينصر أهل غزة بالمزايدات ضد الحكومة المصرية فقط، فى حين تجاهل أن يطلب أى شئ، ولو صغير، من بشار الأسد وحسن نصر الله وملالى إيران.. وكأنهم اتفقوا جميعا على الضجيج الإعلامى الذى لن يغير شيئا على الأرض، أو الصراخ من أن الطائرة التى تحمل مساعدات قطرية تأخرت قليلا قبل أن تهبط فى مطار العريش، مؤكدين أن الإدارة المصرية ترفض إدخال المساعدات لغزة وهذا غير صحيح. هذه هى طريقتهم فى الانتصار على إسرائيل بالكلام، ليس ضدها، وهو أضعف الإيمان، ولكن ضد الإدارة المصرية، التى قدمت أكثر منهم بكثير.