أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد الدسوقى رشدى

زمارة الدكتور نظيف.. قولوا هييييه!!

السبت، 10 أكتوبر 2009 12:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الناس دى بتهرج.. والراجل ده تحديدا أكتر واحد بيهرج فيهم، بدليل أنه مصدق أنه رئيس وزراء ويتكلم فى كل خطبه وتصريحاته وكأنه صاحب قرار بجد، رغم أن أصغر عيل فى أضيق حارة فى مصر يعلم تماما أن الدكتور نظيف ليس إلا صورة متحركة يشكلها الرئيس، حسب مزاجه، سفنجة لامتصاص غضب النخبة وغضب أهل الشارع قبل أن ينصب على الرئيس.. كلما غضبوا صرخوا فى وجه نظيف وكلما ازدادوا فقرا يطلبون من الله الانتقام من الدكتور نظيف.. سور طويل يحمى الرئيس من غضب الناس ودعواتهم، حائط صد يتلقى الإهانات نيابة عن الرئيس على اعتبار أن ذات الرئيس فى بلادنا أكثر صيانة من الذات الإلهية نفسها.

وبدلا من أن يتهور أحدهم وينتقدها صنعوا له رئيساً للوزراء مهمته الأولى أن يضلل على الرئيس ويحمل عنه مقذوفات الانتقاد والأخطاء، ويبتعد تماما عن الصورة حينما يتعلق الأمر بإنجاز حتى يصبح كل الهتاف والتصفيق خالصاً لاسم السيد الرئيس.. أظن الآن لم يعد أحد يحتاج إلى تفسير واضح لكل هذا الحب وكل هذه المساندة التى يحظى بها الدكتور نظيف من الرئيس مبارك؟

بعد كل هذا الكلام لم يعد من حق أحد أن يسأل لماذا يبقى الرئيس مبارك على الدكتور نظيف رغم كل تلك الكوارث؟.. لأن الإجابة واضحة كما فى السطور السابقة.. ويبدو أن الدكتور نظيف بدأ يدركها تماما فى الفترة الأخيرة ويقتنع بما قسمه له الرئيس، بدليل أن الرجل ترك عاصمة البلاد وهى تغلى بنار أنفلونزا الخنازير وخطط الوزارات التى لم تؤتِ ثمارها فى المدارس، وترك مظاهرات فى كل شارع بداية من المنتقبات، ومرورا بالصيادلة وانتهاء بأصحاب البازارت، وسافر إلى الأقصر لكى يستهل جولته هناك بافتتاح سوق خضار، ويتمايل على أنغام المزمار البلدى الذى خرج ليستقبله فى زفة، وكأن السيد رئيس الوزراء قاد عاد بجائزة نوبل أو أدى فريضة الحج، أو جاء بنتيجة مبارة مصر وزامبيا من الكنترول.

لا أعرف ما هى عقلية السادة المسئولين الذين نظموا هذه الزفة المفتعلة للدكتور نظيف والبلد تغلى ببلاوى الأمراض والفقر؟ ولا أعرف كيف تعامل الدكتور نظيف الذى سافر فى مهمة رسمية مع زفة المزمار، وكأنها أمر عادى الحدوث؟ ألم يضع جدولا زمنيا لزيارته هذه حتى يوفر على الناس وعلى البلد هذه الأوقات الضائعة، أم أن الزيارة عشوائية مثلها مثل كل تصرفات الحكومة.. وما فيش مانع أن يقف سيادته ليستمع للمزمار والطبل البلدى، بينما مصالح الناس ضائعة بسبب تعطل حركة القطارات لمدة نصف ساعة.

ألا يعرف الدكتور نظيف أنه فى مهمة عمل رسمية، ألم يشعر للحظة بتأنيب الضمير وهو يطرب لصوت المزمار البلدى، بينما الآلاف من الآباء والأمهات تتراقص قلوبهم خوفا على أبنائهم من الوباء الذى بدأ يدق أبواب المدارس؟ ألم يكن من الأولى به أن يوفر وقت زفة المزمار ليسأل ويطمئن على الخضار الذى يباع فى السوق الذى افتتحه إذا كان نبت مجارى ومياه ملوثة أما لا؟.. الواضح أنه لم يسأل ولن يسأل لأن هؤلاء السائرين فى شوارع مصر – اللى هم إحنا- مكاننا الطبيعى فى آخر جدول أعمال السادة المسئولين بعد الطبلة والمزمار والرقص إن وجد.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة