مع أننى أحد الذين رأوا فى انتخاب باراك أوباما لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، أمرا جيدا، لكنى لم أفهم كيف استجمعت لجنة جائزة نوبل شجاعتها، وقررت منح أوباما جائزة نوبل للسلام.فالرجل لم يفعل شيئا، ولم يكمل عام فى الحكم. ولم يقدم حتى الآن سوى خطابات إلى الأمريكيين والعالم. يدعو للسلام، لكن خطاباته ظلت مجرد كلام. فهو لم يقدم شيئا للقضية الكونية الأولى "القضية الفلسطينية"، ولا تحرك ضد الفقر والتلوث، أو لنصرة ضحايا أمريكا عبر العالم. بل إنه حتى الآن، يتحرك تجاه ضمان أمن إسرائيل، وترسانتها النووية. ولم يقدم أية خطوات نحو الحل بالضغط على إسرائيل ـ الطرف الأقوى والمغتصب. ولم يمتلك شجاعة ديمقراطيين مثل كارتر الذى حصل على نوبل بعد مساع حقيقية لتحقيق السلام. وإن كان الأفضل أن يحصل على الجائزة أفراد من خارج السلطة.
حتى الأمريكيون أنفسهم سخروا من حصول أوباما على الجائزة، وإن كانت الانتقادات جاءت من الجمهوريين الذين سخروا من أوباما والجائزة، لكن منح الجائزة للرئيس الأمريكية مقابل لا شىء، يذكرنا بجوائز الدولة التى تذهب فى أحيان كثيرة إلى من لا يستحق. إلا إذا كانت هزيمة اليمين الأمريكية من قبل الديمقراطيين أمرا يستحق الجوائز.
لا نعرف لماذا منحت لجنة نوبل أوباما جائزة يفترض أن تذهب إلى صناع السلام وليس المتكلمون حوله، ومهما كان الخطاب الذى يطرحه أوباما، وهو خطاب عاطفى، فإن الكلام فى النهاية بلا ثمن طالما لم ينتج سياسات وتحركات وخطط ونتائج. إلا إذا كانت لجنة الجائزة منحت أوباما نوبل مقدما، عن أعمال لم يقم بها، وسلام لم يحققه، سوى فى الخطابات.