كان الدكتور حمدى حسن يملؤه زهو الانتصار وهو يتحدث فى برنامج العاشرة مساء يوم السبت الماضى، كان النقاش حاميا حول النقاب، وبالطبع كان الدكتور رغم تحفظه الفقهى، مدافعا عن حرية النقاب، وأنا معه كما كتبت بالأمس، واستند إلى أنه حرية شخصية، وهذا صحيح، بل وحق من حقوق الإنسان، وهذا أيضا صحيح، ولكنه كعادة الإخوان، يدافعون عن حريتهم ويتنكرون لحرية غيرهم.
بالتالى لن تجد الدكتور يدافع عن حريات كل المصريين أياً كانت عقائدهم ودياناتهم وتوجهاتهم السياسية، فنواب الإخوان فى البرلمان لم نسمع لهم صوتاً عندما تم حرق بيوت البهائيين وطردهم من منازلهم.. ولم نسمع لهم صوتاً عندما تحدث انتهاكات لحقوق الأخوة المسيحيين هنا وهناك.. ولن تسمع لهم صوتاً يدافع عن حرية الرأى والتعبير والاعتقاد باعتبارها الركيزة الأساسية لحقوق الإنسان التى أقرتها المواثيق الدولية والدستور المصرى، وديننا العظيم.
فجهادهم يقتصر على الانتقاد العنيف للحكومة وبذات القوة يحاربون حريات غيرهم.. ولذلك ستجد الكثير من طلبات الإحاطة والأسئلة تتعلق بأفلام ومسرحيات وكتب وغيرها مما يعتبرونه مخالفا للإسلام، رغم أنه ليس من حقهم ولا من حق غيرهم احتكار الإسلام.
إذن فعلاقتهم بالحريات ازدواجية، يريدون حريتهم وليس حريات كل المصريين، فهم يعتبرون الحرية ليست منهجا، ولكنها مجرد تكتيك للوصول إلى السلطة، وعندها سينفذون برنامجهم المعلن، وهو موديل دولة المشايخ التى يحكمونها بالحديد والنار.
كما أنهم يعتبرون أن المحجبات والمنقبات والمتدينين عموما، قوتهم الاحتياطية، وهذه خطيئة كبرى، لأن المصريين الذين اختاروا الحجاب أو النقاب أو التدين، فعلوا ذلك لأنهم يؤمنون بأن هذا هو دينهم، أو بمعنى آخر لأن هذا هو تصورهم عن الدين.. ولكنهم لم يفعلوا ذلك لأنهم معجبون بالبرنامج السياسى للإخوان ولا أدائهم مثلا فى البرلمان.
أعود لبداية المقالة وأشير إلى أننى لا أكذب الدكتور حمدى أو أياً من أعضاء الجماعة، عندما يتحدثون عن حقوق الإنسان، أو الحريات الشخصية، ولكنى أطالبهم بالاتساق مع ما يقولونه، وأن يدافعوا عن الحريات لكل المصريين أصحاب هذا البلد، فليس منطقياً أبداً أن يدافع تيار سياسى عن الحرية هنا وينتهكها بلا خجل هناك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة