أغلب دول العالم تقدم الحكومات فيها دعماً مباشراً وغير مباشر للفلاح. لأن الفلاحين هم أكثر من يعانى من آثار التغيرات العالمية، هو ضحية العولمة الأول، لأنه يواجه ارتفاعات أسعار أدوات الإنتاج، دون أن يمتلك القدرة على التحكم فى أسعار المنتج، فالتجار هم أصحاب القرار فى الأسعار. هو أكثر من يعانى فى إنتاج السلع، وحتى بالرغم من قوانين العولمة مثل اتفاقية التجارة، فإن دولاً أوروبية أصرت على أن تحتفظ بحق دعم الفلاح، حتى يمكنه الاستمرار فى إنتاج محاصيل معينة، ذات أهمية اقتصادية، لكنها لا تدر عائداً على الفلاح.
لكن عندنا ونحن مصر البلد الزراعى الذى كانت له شنة ورنة فى الزراعة، أكثر من يعاقب الفلاح على عمله فى الزراعة، وكأننا نريد تدمير الأرض والقضاء على الزراعة قضاءً مبرماً.
الفلاح فى مصر يتعرض لكل أنواع المظالم ويصل الأمر وكأنه يعاقب على الاستمرار فى الزراعة.
الفلاح فى مصر محروم من أية حقوق تأمين صحى أو غيره مما يجعله عرضة لكل الأمراض من البلهارسيا إلى أنفلونزا الطيور.
الفلاح المصرى يواجه طوال الوقت محتكرى الأسمدة والتقاوى، الذين يبيعون له كل شىء مضاعفة بعد أن فشلت الحكومة ووزارة الزراعة فى ضمان صناعة الأسمدة وتركتها لمصانع تلوث البيئة وتقتل الفلاحين من جهة، وتبيع له بأسعار مضاعفة.
الفلاح المصرى تعرض للمبيدات المسرطنة، من كل الأنواع والجهات، بل إن المبيدات التى كانت تستوردها وزارة الزراعة فى وقت من الأوقات كانت تقتل الفلاح وتترك الآفات.
والآن الفلاح المصرى محروم من أى دعم، يزرع الأرز والقمح، ولا يجد من يشتريه، انخفضت أسعار الأرز إلى الحضيض، مع أن أسعاره فى المحلات كما هى، نحن ندعم منتجى العالم، ونترك فلاح مصر بلا دعم.
وحتى بنك التنمية، الذى كان اسمه بنك التسليف، وأقيم من أجل أن يقدم للفلاحين ما يريدونه بالأجل، وبفوائد بسيطة، تحول إلى شيلوك الذى يحصل على لحم الفلاحين رهناً ويطاردهم، بعد أن حول نشاطه من تسليف الفلاحين إلى تجارة السلع المعمرة.
والنتيجة بعد كل هذا، أن كثيراً من الفلاحين هجروا الأرض، أو توقفوا عن الزراعة، وربما يتركون أرضهم للبوار. وترتفع أسعار السلع، وكل يوم نواجه أزمة، نشترى قمحاً فاسداً من روسيا وأوكرانيا، ونرفض تدعيم الفلاح المصرى الذى يزرع القمح أو نشترى منه إنتاجه بسعر عادل. نفس الأمر فى الأرز والبطاطس وغيرها. يقف الفلاح وحيداً فى مواجهة الحكومة والسماسرة والبنك يتيماً على مائدة اللئام.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة