عصام شلتوت

أين أغنية البرازيل هى أمى.. والتكاتف خلف التانجو؟

الأربعاء، 21 أكتوبر 2009 06:49 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لعلها كانت مفاجأة من العيار الثقيل لأمثالى من عباد الله الغلابة اللى عايزين الكرة فى بلادهم تتقدم قدر المستطاع، لأنها الحقيقة الوحيدة التى تسعد الجماهير والمواطنين حتى أمى وخالتى وجيراننا الطيبين، حينما لم أسمع فى الإذاعة البرازيلية، أو التلفزة الساوبولية أغنية «البرازيل هى أمى ريودى جانيرو شاطئها هو عمى.. بُنها فى سمارى.. أمزونها فى دمى» بعد تحقيقها الفوز تلو الفوز فى كرة القدم. المفاجأة بطبيعة الحال كانت نتاج أننا والبرازيليين غلابة، سلوتنا وفرحتنا فى انتصاراتنا الكروية.. والقياس مع الفارق طبعاً.

علشان كده لم تستمر دهشتى كتير، لأننى تأكدت أن المواطن المصرى يجب أن يظل ضحية التنويم المغناطيسى، والمواجهة بتخويفه من قول رأيه بصراحة، وإلا فإن أمنا مصر هاتزعل جداً، وهيرد عليك وعلىّ أولادها اللى بجد فى البرامج إياها محدثينك عن قلة الأصل وأنك السبب فى مرض أمنا والعياذ بالله.

يا سادة هذا هو ما يحدث الآن ونحن مقبلون على لقاء حاسم مع منتخب الجزائر فى 13 أو 14 نوفمبر المقبل، حسب «بابا» اتحاد الكرة ما يوصل لقرار مع «أونكل» فيفا.. وكأن معلومة أن يوم 13 هو الجمعة وأن يوم 14 هو السبت تم اكتشافها بعد حفريات الجبلاية!
إياك أن تتحدث عن اتحاد الكرة والويل لك لو جبت سيرة موظف الأمن، ونهارك مش معدى لو حاولت الاقتراب من الحديث عن مستوانا هذه الأيام، أو حتى المطالبة بنظرة جديدة على تشكيلة المنتخنب قبل المباراة الحلم أمام الجزائر، والتى تحدد بشكل نهائى، هل سنصل لكأس العالم 2010 أو نكتفى بالدعاء للأشقاء العرب الذين سيشاركونا، والدعاء على من حرمنا من الحلم لا قدر الله.

أقول قولى هذا، بعدما تفجرت فجأة مانشيتات الإعلام المساند للجبلاية، وكيف تتحدث عن جحيم ينتظر منافسنا، وكم البكائيات التى سنسببها لهم، بالإضافة لتذكيرهم بفضل مصر أمنا وأمهم.. تخيلوا تخرج علينا عبارات من هذا القبيل، ولا يعى مطلقوها كم هى ضارة بالسمعة المصرية، وكم هى فارغة من أى مضمون أبوى مش بس أمى. اللهم إلا لو كان مطلقها «أمى» الوطنية والعروبة، والحاجات دى اللى لا تودى ولا تجيب بالنسبة لهم.

هؤلاء يرتبط وجودهم دائماً بترديد هذه الأغنيات، ويأكلون على موائد الرابحين منها، لدرجة أنهم يصدقون أنفسهم، متناسين أن مصر أكبر بكثير من مباريات كرة القدم، وكل بطولاتها وكئوسها، وأن هزيمة فريق مصرى لا تعنى «وكسة» مصر.. ولا فوز الفريق يعنى أننا عدنا للريادة.

المفاجأة بالطبع اكتملت عندما لم أر أى مطالبة من الاتحاد الأرجنتينى للإعلام فى بلاد التانجو بـ«التكاتف» خلف المنتخب، كما لم ألحظ خروج أى مسئول ليقول إن الهجوم على مارادونا هو هجوم على الأرجنتين، وأن ما يفعله يعد من الخوارق ولا يمكن نقده.

بالمناسبة ألا يفكر أصحاب بدع أغانى الفوز.. ومخترعو عبارات «التكاتف» خلف و«كلنا مصريون» فى شكل بلادنا أمام العالم الخارجى الذى لا يتحدث هذه اللغة.. وبكل أسف لم يكن يتحدثها حتى من قبل، علشان ما نقلش إنها موضة عالمية، لم تنته من مصر.. وأمامهم جميعاً كل الصحف الأجنبية الأوروبية منها واللاتينية والآسيوية منذ قرن، وحتى الآن.. فإن وجدوا فيها أى معان من هذه أوافقهم على اتهامى بعدم الوطنية حتى!

أشعر أن السماء ستنصف جماهير مصر، لكن لازم الجماعة دول يعرفوا إنهم أبداً ليسوا أصحاب الفضل ببرامجهم وأقلامهم لأنهم ببساطة شديدة أبناء غير شرعيين لأم الدنيا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة