أكرم القصاص - علا الشافعي

حمدى رزق

قطبا التوازن البرلمانى..!

الأربعاء، 21 أكتوبر 2009 06:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قليلا ما تجتمع للحياة البرلمانية فى أى بلد فى العالم تلك المعادلة دقيقة التوازن..! الحس الوطنى مع الخبرة، الدراية بالتشريع مع القدرة على الاجتهاد فيه، وتطويعه لمقتضيات الحياة التى لا تتوقف عن التدفق، نادرا ما يمتلك بلد قطبين برلمانيين أحدهما على منصة مجلس الشعب والآخر على منصة الشورى.. د.أحمد فتحى سرور والسيد صفوت الشريف..

إذا كانت مصر اليوم تمر بمرحلة من الإصلاح السياسى والاقتصادى والاجتماعى الشامل، وفق البرنامج الانتخابى للرئيس مبارك، وتحتاج إلى حماس الشباب وفتوتهم وأفكارهم الطازجة، فإنها تحتاج أيضا إلى حكمة وتوازن وخبرة الكبار فى شتى الأمور. ووجود رجل كالدكتور سرور أو كصفوت الشريف فى مجال التشريع وعلى رأس الحياة النيابية فى مصر، يضمن لهذه الحياة التوازن، ويقيها من المنعطفات المفاجئة، ومن التفاصيل التى يكمن فيها الشيطان، ويضمن لها قدرة على التواصل مع احتياجات عموم المصريين، فالرجلان (سرور والشريف) جمعا الخبرة المعرفية بالتشريع إلى الخبرة الميدانية بحياة مواطنى هذا البلد.

يمثل د. فتحى سرور، مدرسة بل مؤسسة متكاملة فى فهم وتحليل ووضع القوانين التى توجه حياة المصريين على مدى تاريخ طويل للرجل بين العمـل السياسى والعمل القانونى والأكاديمى أيضا، وإلى ذلك يمتلك د.سرور خبرة ضخمة فى ضبط القوانين وتدقيقها، وتحويلها إلى نصوص (من لحم ودم) يلمسها المصريون فى حياتهم اليومية، فهو ليس قانونيا كتبيا أو نصوصيا، بل رجل وصل فى فهمه للقانون (نصا وروحا) إلى قدرة بالغة الخصوصية على ضبط التشريعات وفق البوصلة المصرية الواقعية، ولا يحلق بها فى الخيال، أو يحولها إلى نصوص مقدسة فى ذاتها، إنه يضبط التشريعات البرلمانية، ويضبط أداء البرلمان كله، ليس تشريعيا فقط.. وإنما على مستوى أداء النواب أنفسهم، فالدكتور سرور هو الذى يستطيع أكثر من غيره أن يسيطر على شطحات من تأخذهم العنترية فى الاتجاه الخاطئ تحت قبة المجلس، وهو الذى يستطيع فى الوقت المناسب أن يلزم النائب الخارج عن تقاليد البرلمان الموقر أو هيبته حدوده، الحصانة على العين والرأس ولكن للحصانة حدود!
ويمثل صفوت الشريف رجلا من طراز خاص جدا، استطاع أن يضخ الحيوية فى عروق مجلس الشورى، الذى نظر إليه كثيرون على مدى عقود على أنه مجلس تكميلى، أعضاؤه أقرب إلى (مجلس حكماء)، ونظر إليه آخرون بوصفه معملا للتشريعات المعقدة النصوص والأفكار وأن بعض أعضائه يسكنون أبراجا عاجية.. ومع وجود صفوت الشريف على رأس مجلس الشورى، لعب هذا المجلس الدور المكمل تماما لدور مجلس الشعب الذى يرأسه د.سرور، فإذا كان الأخير يقوم بدور كبير فى ضبط القوانين والتشريعات، فإن (الشورى) يلعب دورا موازيا فى الاجتهاد فيها بروح العصر ووفق المصالح العليا للوطن، وبتفاعلية واضحة افتقدها المجلس لفترة، مع احترامنا وتوقيرنا لكل الخبرات التى جلست تحت قبة الشورى فى العقود الماضية.. إنه اليوم مجلس نابض بالروح، يضج بالحياة وسمت الاجتهاد التشريعى، ويصنع مع مجلس الشعب حالة فريدة من التوازن التشريعى فى مصر، وهذه الروح ليست بعيدة عن خلفية الشريف ذاته، الذى تمرس بالعمل الإعلامى والحزبى والسياسى لفترة طويلة ولا يزال، وهى جميعا مجالات، تتصدى لمشاكل الناس وآمالهم وإحباطاتهم أيضا بصورة مباشرة، وفى الشارع وليس عبر المكاتب المكيفة.

الواقع يقول إن مجلس الشعب ومجلس الشورى، لا يزالان بحاجة ملحة إلى وجود د.سرور والسيد صفوت الشريف، لاسيما والمجلسان مقبلان على مناقشة وإقرار حزمة من التشريعات بالغة الأهمية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وهذا وقت الخبرة والتوازن والأداء البرلمانى المنضبط، لا وقت المغامرة أو التجريب أو الخطأ..!

فلا تزال أجيال النواب الجدد الذين دخلوا وسيدخلون إلى الرحاب النيابى فى دورات قادمة، يحتاجون إلى أن ينهلوا من خبرات هذين القطبين الكبيرين، وأن يمارسوا دورهم النيابى الذى انتخبهم الشعب لأجله، فى جو من التوازن والضبط والاجتهاد الذكى. وهذه جميعها متطلبات تؤكد ضرورة بقاء (قطبى التوازن البرلمانى) على رأس المنصتين الموقرتين، فى (الشعب) و(الشورى)!

نقلا عن المصور








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة