أحد الذين علقوا على مقالى "مصر والجزائر"، والذى كتبته قبل أيام فى محاولة لتهدئة الأجواء المشتعلة قبل مباراة البلدين المقبلة، والتى ستحدد من سيصعد إلى مونديال 2010 ، قال ساخرا :" يا أخى نحن نتحدث عن مباراة كرة قدم، وليس حدثا تاريخيا".
وبقدر ما أصاب هذا التعليق كبد الحقيقة، إلا أننا مضطرون إلى الالتحام مع الحدث، من باب حث الجماهير على أن اللقاء الذى سيجمع البلدين هو بالفعل مباراة كرة قدم، وليس حدثا تاريخيا، والمباراة فيها مكسب وخسارة، وسينتهى الأمر بحزن للبلد الفائز، وفرح للمنتصر..
غير أن الواجب علينا وسط هذا الركام من الشحن الإعلامى أن نلتفت إلى أى مبادرة ولو صغيرة تدل على أن ماهو أبقى بين البلدين هو تصرف مثل الذى قامت به سيدة جزائرية بالتبرع إلى مريضة مصرية، وقمت بالتنويه عنه فى مقالى السابق، لكن الأستاذ إبراهيم قرعش علق عليه معتبرا أن ما قامت به السيدة الجزائرية تصرفا فرديا، وبالتالى لا يجب أن نتجه من خلاله من الخاص إلى العام.
وبالطبع لا أوافق على هذا الرأى ، فمجمل التصرفات الفردية من الممكن أن تصنع حالة عامة، خاصة إذا ما كانت تمس جوانب إنسانية، والمطلوب من المهمومين بعدم تعكير صفو العلاقات الشعبية بين البلدين بسبب نتيجة المباراة أن يلتقطوا مثل هذه المبادرات والبناء عليها .
ستنتهى المباراة، وستدخل نتيجتها فى سجل التاريخ، وسنستدعيها فقط فى سجال كروى آخر، لكن ما هو أبقى العلاقات التى تصنعها مبادرات مثل مبادرة السيدة الجزائرية التى تبرعت لمريضة مصرية فى تكاليف علاجها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة