سعيد شعيب

عيد ميلاد مزور

الأحد، 25 أكتوبر 2009 12:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اسمحوا لى أن أحكى لكم هذه الحكاية الشخصية:
فى 16 أكتوبر الماضى انهالت على رسائل واتصالات تليفونية تهنئنى بعيد ميلادى، ولكننى لم أرد على أغلبها، وعندما أضطر كنت أكتفى بالمجاملات العادية.. فلماذا فعلت ذلك؟

السبب وراؤه قصة..
فقد ظللت طوال 47 عاما متأكدا أن عيد ميلادى هو 16 أكتوبر، وأن عيد ميلادى المسجل رسميا فى شهادة الميلاد هو 3 مايو غير صحيح، الأول برج الميزان والثانى برج الثور.. ولمن لا يعرف فى الأبراج، فالفارق ضخم .. فلماذا فعلت ذلك بنفسى؟

لأن عمتى، متعها الله بالعافية، أكدت لى وأنا طفل أن والدى رحمة الله عليه، اضطر اضطرارا لأن يغير التاريخ فى شهادة ميلادى حتى لا يتأخر التحاقى بالمدرسة .. ولم أسال أبى حتى عندما كبرت، لأننى كنت أخاف منه، وعندما سألت أمى وأعمامى أكثر من مرة كانوا يؤكدون الواقعة، لكن دون أن يؤكدوا عيد ميلادى الذى قالته عمتى أو ينفوه.
فلماذا صدقت عمتى؟

لأن فارق السن بينى وبينها لم يكن كبيرا، وكنت وما زلت أحبها، ولذلك كنت مرتاحا إلى ما اختارته لى، وظللت طوال كل هذا العمر أحتفل به بإصرار، بل اكتشفت أن لدى شغف للبحث عن مميزات وعيوب برج الميزان وأهله، وكنت فرحا بأنه برج نصفه ماء والباقى هواء، أى برج هوائى، وفى قول آخر رومانسى.. والغريب أننى كنت أتجاهل طوال هذه السنوات صفاتى التى تتناقض مع هذا البرج .. وكأننى لا أريد فقدان الانتماء إلى البرج وناسه.

لكن الغريب أننى فى هذا العام تخليت عن مشاعر الارتباط بينى وبين برج الميزان، واكتشفت أن صفاتى الشخصية أقرب إلى برج الثور، وهو المتطابق تماما مع تاريخ الميلاد الذى اختاره لى أبى. وتدريجيا بدأت أهتم بهذا البرج المتهور الحالم الدقيق .. إلخ.

لكنى اكتشفت أننى أعيد إنتاج ذات الخطأ .. فهناك فروق بينى وبين أهل الثور لا يمكننى تجاهلها، وليس هناك داعٍ لأن أنتمى إلى برج جديد .. ثم أخرج منه مهزوما.

ثم قلت لنفسى، وما هى المشكلة فى أن أعيش دون تاريخ ميلاد معروف ودون برج أجاهد فى الانتماء إليه.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة