رفضت نقابة الصحفيين استضافة مؤتمر "من أجل انتخابات حرة"، وعطلت نقابة المحامين محاكمة "بائعى الغاز لإسرائيل"، وتبقى الإشكالية مطروحة، لماذا الرفض؟ وما دلالاته؟
هناك من يرى أن دور النقابات يبقى محصورا فى تقديم الخدمة لأبنائها، وليس من دورها الانغماس فى دور سياسى المفروض أن تقوم به الأحزاب السياسية، وهناك من يرى أن النقابات جزء من النسيج الوطنى، وواجبها الانغماس فى كل القضايا الوطنية المطروحة، خاصة وأن أعضائها ربما لا يكونوا أعضاء فى أى حزب سياسى.. وبين الطرحين تأتى المشكلات، ويقفز من يرفعون كل طرح إلى الواجهة حسب المناخ السياسى العام، والتدخلات الأمنية وخلافه.
غير أن القراءة الأخرى لما يحدث تأتى من الأحزاب السياسية نفسها، فاللجوء إلى النقابات المهنية علامة على موت هذه الأحزاب، وعلامة على أن هناك شيئا خطأ فى حياتنا السياسية، وفى القلب منها الممارسة الديمقراطية.
الخروج عن الأحزاب إلى حركات احتجاجية أكثر فضاء، بقدر ما هو تعبير عن الرغبة فى الممارسة السياسية، هو تعبير أيضا عن عجز الأحزاب عن استيعاب الكل، وتعبير عن اختناق كامل للحياة السياسية، وبمقتضى هذا العجز والاختناق يأتى الفشل فى كل شىء.
النقابات ليست بديلا عن الأحزاب، لكن قبل أن نستمسك بهذه القاعدة، علينا أولا انتقاد الأوضاع التى دفعت البعض إلى محاولة اتخاذها بديلا، وهى الأوضاع التى جعلت الفكرة الحزبية تتوقف عند كثرة العدد دون فاعلية تذكر، ورفض السماح لأحزاب جادة مثل الكرامة والوسط، وطالما بقى الوضع كما هو فلا تلوموا الذين يبحثون عن النقابات مكانا للتعبير عن آرائهم، انتقدوا ضعف الحياة الحزبية أولا .
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة