عرفته فى شبابه وبداياته الأولى عندما كان يجمع المقالات النقدية والريبورتاجات الصحفية ويرسلها إلى المجلات والجرائد العربية ويقبض هو عمولته ويخنصر من ثمن المقالات والريبورتاجات ثلثى ما دفع فيها، وبعد أن يكون قد غير الأسماء الحقيقية لبعض كتاب المقالات ووضع عليها اسمه أو اسم صديقه الكاتب المسرحى، مستعينا بصديقيه اللذين كانا قد بدآ الطريق معه، بعد كل هذا اكتشف أن أولياء نعمته الإسرائيليين لم يقتنعوا بمجرد محاولاته لتسويق ساسة إسرائيل للمواطن العربى والمصرى بالذات، فأولياء نعمته الإسرائيليون قد طالبوه بأن يجند بعضا من كتاب ومثقفى مصر تحديدا لتحسين صورة إسرائيل وترديد شعارات "محبة إسرائيل" و"نبذ الحروب" و"كراهية عبد الناصر والقومجية" و"السلام الإسرائيلى على جثث أطفال فلسطين واقتطاع الأرض الفلسطينية قبل اقتطاع رقاب الفلسطينيين"، فكان لابد له من تجنيد صديقه الكاتب المسرحى اللامع الذى سقط فى براثنه لضعف متأصلا فيه تجاه الشهرة والمال وفاخر الطعام، فمنحته إسرائيل "الدكتوراه الفخرية" من جامعة "بن جوريون" ومنحته الشيكيلات الإسرائيلية بعد تحويلها إلى دولارات تحت مسمى "جائزة ثقافية".
لكن أولياء نعمته الإسرائيليين اكتشفوا أن من ظنوه "كاتبا مسرحيا لامعا" تحول بفضل موقف الكتاب والمثقفين المصريين كلهم إلى "مجرد خائن" حتى وإن كان مجرد خائن يحمل شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة "بن جوريون"، فبدأ سمسار إسرائيل يبحث عن كتاب ومثقفين مصريين آخرين يقوم بتوريدهم إلى إسرائيل لكن كل محاولاته باءت بالفشل وبقى فى جعبته وجعبة أولياء نعمته الإسرائيليين كاتبه المسرحى الذى انتهى ككاتب وما بقى منه ما هو إلا شبح شخص وبقايا رجل يدور على الفضائيات ليلقى مواعظه الفجة عن شعارات "محبة إسرائيل" و"نبذ الحروب" و"كراهية عبد الناصر والقومجية" و"السلام الإسرائيلى على جثث أطفال فلسطين واقتطاع الأرض الفلسطينية قبل اقتطاع رقاب الفلسطينيين" وهو يخيف المواطنين بأن كل من يرفض السير فى طريقه فعليه أن يذهب هو إلى الحرب بنفسه آخذا معه أبناؤه وهو لا يتصور بعقله الناقص وفكره الملوث أن كل المصريين يعرفون أنهم لم يحاربوا حروب الوطن لأنهم اخترعوها أو حتى تمنوا حدوثها، لكن الحروب هى التى فرضت عليهم ولا يمكن لمن كان مثله أن يتصور أن المصريين على استعداد للتضحية بأرواحهم وبأبنائهم إذا ما دعاهم الوطن للدفاع عنه فى حروب فرضت عليه.
وكل ما على من يقول للمصريين إذا لم تحبوا إسرائيل عليكم بالذهاب للحرب مع أبنائكم فى العراق، كل ما على عشاق إسرائيل الخجل حتى من نظرات أبنائهم إليهم، لأنه لم يقل لهم أحد الذين لا يحبون إسرائيل: اذهبوا أنتم إلى إسرائيل وخذوا أبناءكم معكم حتى يشاركوكم فى ممارسة عشق إسرائيل بأنفسهم، وسوف يظل وكيل إسرائيل بكرشه المنتفخ يبحث عن كتاب ومثقفين مصريين لتوريدهم إلى إسرائيل، ولأنه يعرف أنه لن يحصل على كاتب مصرى واحد محترم ليورده إلى إسرائيل ولأن أولياء نعمته من الإسرائيليين لا يريدون شبابا مصريين يعانون من البطالة فى مصر فيزوجونهم من العاهرات الإسرائيليات ويعطونهم جنسيتهم البغيضة، لكن إسرائيل تريد شبابا مصريين يحملون المؤهلات العلمية العالية والشباب الذين يحصلون على الشهادات الأكاديمية الرفيعة من الجامعات المصرية المحترمة، لذلك فسوف يظل سمسار إسرائيل واضعا على صدره وعلى باب غرفة مكتبه إعلانا واحدا يقول: "مطلوب خونة" لتوريدهم إلى إسرائيل مع العلم أن الشروط اللازمة على المتقدمين هى ترديد شعارات "محبة إسرائيل" و"نبذ الحروب" و"كراهية عبد الناصر والقومجية" و"السلام الإسرائيلى على جثث أطفال فلسطين واقتطاع الأرض الفلسطينية قبل اقتطاع رقاب الفلسطينيين".
كل المطلوب للالتحاق بوظيفة "خائن" هو ترديد هذه الشعارات، فقط ترديد هذه الشعارات فى الصحف والإنترنت وفصول الدراسة ومدرجات الجامعات، وسوف يقوم سمسار إسرائيل بتدريبهم على استغلال مساحات الرأى فى الصحف بدعوى "الرأى والرأى الآخر" مع أن الابتزاز بهذا الشعار لا يدفع الصحف المحترمة إلى نشر هذه الأكاذيب والابتذالات التى تردد وتلوك شعاراتهم الكاذبة الخائنة حول "محبة إسرائيل وكراهية الحروب مع الصهيونية" مع أنه من واجب كل الصحافة المحترمة والفضائيات التى تحترم نفسها ووطنها عدم السماح لعشاق إسرائيل بترديد شعارات محبة إسرائيل ليس من باب قمع الرأى، لكن لقطع الطريق عليهم لتحقيق شرط التحاقهم بـ"وظيفة خائن" حتى لو اضطر سمسار إسرائيل للإعلان المدفوع الأجر فى باب وظائف خالية تحت عنوان مطلوب خونة.