تحتفل مصر بذكرى انتصار أكتوبر الغالى الذى محا عار الهزيمة المخزية فى 1967 وفتح الطريق إلى استعادة سيناء الحبيبة، وفى هذه المناسبة الوطنية أبحث عن إجابة لسؤالى: هل استعدنا سيناء فعلا؟
الوقائع تقول إننا روينا رمالها بدماء الآلاف من شهدائنا فى حرب الاستنزاف وصولا إلى انتصار أكتوبر، كما خضنا معركة شرسة فى المفاوضات مع الجانب الإسرائيلى لا تقل ضراوة عن معارك مشاتنا مع دبابات العدو، حتى استعدنا الأرض، لكنها ظلت فى مجملها أرضا صحراوية واسعة، لا يملؤها سوى بعض المنتجعات السياحية التى تعانى من الركود بفعل الأزمة الاقتصادية العالمية.
سيناء تحتاج أن نحتفل بعودتها فعلا، بطريقة مختلفة عن الأعوام السابقة، يعنى بدون أغانى أو أوبريتات أو تصريحات لمسئولين بمناسبة الذكرى الغالية والسلام، أى أنها تحتاج لمشروع تنموى حقيقى يبدأ بإعادة تخطيطها وزرعها بالبشر والعمران والمشروعات الصناعية المنتجة.
سيناء تحتاج- وتستحق- وزارة خاصة بها يتولاها مسئول فعال قادر على التخطيط والتدبير والمواجهة وتوظيف الإمكانات المتاحة، لتحقيق النقلة الحضارية التى تحتاجها تلك البقعة العزيزة على قلوبنا جميعا، كما تحتاج من مسئوليها ومن الوزراء المعنيين مزيدا من الاهتمام بأهلها من البدو الذين ضحوا كثيرا من أجل هذا الوطن، أثناء الاحتلال الإسرائيلى، وحتى زواله بعد النصر العسكرى والدبلوماسى.
جزء أساسى من عمل وزارة سيناء المقترحة، يتمثل فى تقوية اللحمة بين المواطنين المصريين من بدو سيناء وإخوانهم من الفلاحين والصعايدة وتفويت الفرصة على الذين يحاولون الاصطياد فى الماء العكر، وتضخيم الشعور بأن بدو سيناء أقل مصرية من سواهم من المصريين، ولن يتحقق ذلك بالشعارات، وإنما ببرامج عمل تحل المشاكل الاقتصادية التى يعانون منها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة