سعيد شعيب

جحيم أفغانستان

الخميس، 08 أكتوبر 2009 11:55 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الإدارة الأمريكية وحلفاؤها فى أفغانستان لا يستطيعون التقدم ولا التراجع، فمن الصعب أن يكون الحل هو مزيدا من القوات، فالقادة العسكريون والسياسيون ليس لديهم يقين بأن هذا هو الحل، بالإضافة إلى رأى عام ضاغط يسعى للانسحاب، أو على الأقل تحديد مدى زمنى له.

لكن المشكلة هى استحالة الانسحاب وترك أفغانستان مرة أخرى فى قبضة طالبان، فالأمر هنا يتعلق بالأمن القومى الأمريكى والغربى، لأن هذه المنطقة من العالم تهدد أمنهم الداخلى مباشرة، كما حدث فى اعتداءات 11 سبتمبر وما تلاها. ناهيك عن القوة المتصاعدة لطالبان لأسباب غير واضحة، وغير الواضح أيضا لماذا استمرار الدور العربى فى مقاومة الغزاة هناك.. رغم أن معظم أهل أفغانستان فقدوا حماسهم فى أعقاب هزيمة طالبان، وكانوا يحملون المقاتلين العرب مسئولية احتلال بلادهم.. بالإضافة إلى أن معظم الأفغانيين طبقا للعديد من التقارير الصحفية من هناك فقدوا التعاطف مع طالبان، بل وكان هناك من يحملها مسئولية الخراب والمعاناة التى تحملوا وطأتها الرهيبة.

لكن هذا الأمر تغير إلى حد بعيد، وعادت طالبان إلى الصدارة الشعبية بشكل أو آخر.. والأسباب يمكن أن تكون كثيرة، منها عدم احترام ثقافة الأفغانيين، فكانت قوات الشرطة المحلية تدهس المساجد بالأحذية، ناهيك عن الاعتقالات العشوائية التى طالت الكثيرين بحثا عن عناصر طالبان.. وإذا أضفت على ذلك القتلى من جراء الغارات الأمريكية وغير الأمريكية، فمن الطبيعى أن يغير أهل البلد موقفهم، فالاحتلال ليس بديلا معقولا بالنسبة لهم.

أظن أن هناك سببا قويا آخر وهو أن البديل المحلى المطروح ليس له مصداقية شعبية، فهناك اتهامات رهيبة بالفساد، بالإضافة إلى ما أكدته دوائر غربية بتزوير الانتخابات الأخيرة لصالح حامد كرزاى، رغم أنه ليس بحاجة الى ذلك.. ولكن فيما أظن أن معظم من يقودون أفغانستان الآن يستندون إلى قوة المحتل، وليس فى خطتهم بشكل جدى الاستناد للناس.. والخلاصة أنه لا يوجد بديل محلى يمكنه أن يعيد الاستقرار، فلا توجد نخبة سياسية، لأنه لم تكن هناك دولة أو حتى سبة دولة على امتداد سنوات طويلة. إذن ماذا سيحدث، وما هى الاستراتيجية التى سيعتمدها أباما وحلفاؤه بديلا عن الارتباك والتخبط؟
بصراحة لا يمكننى التنبؤ.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة