اللى مع النقاب يجيى ناحية اليمين.. واللى ضد النقاب يجيى ناحية الشمال، وحينما تصبح الإشارة خضراء عاوزكم تقطعوا بعض ضرب وشتيمة وتخوين وتكفير.. وبالمناسبة متنسوش تولعوا فى البلد كلها.. عاوز دم..
صدقنى هذا ما قد يحدث بسبب معركة النقاب الدائرة حتى الآن، إن لم يكن قد بدأ فى الحدث بالفعل على شكل عنف لفظى متبادل يمكن أن ترى عينة منه فى التعليقات والمقالات المنشورة على صفحات هذا الموقع، لتؤيد أو ترفض تصرفات وقرارات وزير التعليم العالى وشيخ الأزهر، صدقنى واعتبرنى متشائما أو حتى لابس نضارة شديدة السواد أن ما يحدث الآن ما هو إلى مقدمات لحرب طويلة سيهزم فيها هذا الشعب نفسه، وينجح فيما فشل فيه قادة تل أبيب وغيرهم.
فى البداية دعنى أخبرك أننى ضد ما فعله شيخ الأزهر ومن قبله وزير التعليم العالى، وقلت من قبل أنه لا الوزير ولا اللى أكبر منه يملك حق إجبار شخص ما على ارتداء زى معين، هذا إن كنا نتكلم عن الحرية والديمقراطية وإنشاء دولة محترمة وقوية، ليس من حق الوزير أن يمنع فتاة منتقبة من الالتحاق بالمدينة الجامعية، لأن هذا يتنافى مع القانون والدستور، ولكن فى الوقت نفسه يجب على كل منتقبة أن تعلم أن من حق الوزير أو شيخ الأزهر سن القوانين أو القواعد التى تضمن سلامة المجتمع وواجب عليهن أى المنتقبات الالتزام بها أو الجلوس فى بيوتهن لمشاهدة شاشة قناة الناس التى ستأخذهن للجنة، يعنى يجب على كل منتقبة أن تعرف أن وجهها وصورتها الشخصية لابد أن تكون واضحة للحرس المسئول عن المدينة الجامعية أيا كان نوعه، حتى ولو كان من جزر الباهاما أو كان ذكر حيوان الكركند، لأن الحوادث السابقة التى ارتكبها رجال متخفون فى زى منتقبات تؤكد أن مصلحة الكل أهم بكثير من فتاة قررت أن تتشدد وتغلو كثيرا وتقلص مساحة العفة والاحترام فى متر قماش تخفى به وجهها، رغم أن أغلب الآراء الفقهية مازالت تردد أن النقاب لم يكن فرضا فى يوم من الأيام.
نفس الأمر ينطبق على فتيات الأزهر، وبالمناسبة حينما تعلم أن الفتاة التى طلب منها شيخ الأزهر أن تخلع نقابها داخل المعهد كانت فى الصف الثانى الإعدادى يعنى مجرد طفلة لابد أن تضع يدك على قلبك خوفا من الحالة التى وصلت إليها البلد، وقبل أن تهاجمنى تعالى أوضح لك صورة تلك الحالة التى أصبحنا عليها الآن.. هل تصدق يا سيدى أن هذه الثورة العارمة وهذا الغضب الصارم بسبب النقاب لم يظهر نصفه، حينما تظهر إحصائيات تؤكد أن نصف بنات البلد يتعرضن للتحرش اللفظى والجسدى؟ هل تصدق أن هؤلاء المشايخ الذين غضبوا ودعوا على الجميع واتهموا المجتمع بمحاربة الإسلام لمجرد أن قرارا قد يكون صدر بشكل عشوائى، ولكنه صدر بهدف حماية آلاف الطالبات فى الجامعات مما قد يكون خلف النقاب من كوارث كانت نهايتها القتل والسرق والخطف والاغتصاب كما قرأنا فى صفحات الحوادث ونقرأ كل يوم.. هل تصدق أن هؤلاء المشايخ لم يغضبوا بهذا الشكل وهم يشاهدون الآلاف عرايا من شدة الفقر فى الشوارع، لم يغضبوا بهذا الشكل ولم يعترضوا حينما تنزل هروات وضربات رجال الأمن على المتظاهرين فى الشوارع، لم يغضبوا لبلادهم المنهوبة والمسلوبة قدر غضبهم لهذا النقاب.. إنه اختصار مخل يا سيدى لكل شىء.. اختصار مخل للإسلام، ولمفهوم العفة.. نحن نربى مسلمون ومسلمات من الخارج فقط الآن.. نصنع أشكالا متشابهة ولكنها فارغة من الداخل.. أشكالا تصلى وعلى لسانها اسم الله ورسوله بشكل دائم، ولكنهم دائما ما يخالفون المرور ويدفعون الإكراميات، ويسرقون حقوق الأفراد فى الطوابير، ويأكلون أموال اليتامى، ويسرقون وينصبون ويكذبون.. وإلا بماذا تفسر لى هذه الجرائم التى نقرأ عنها كل يوم؟؟
عموما أعود من حيث بدأت لأؤكد على معنى واحد وأصيل وهو.. من حق المنتقبات أن يرتدين نقابهن، ولكن ليس من حقهن أن يعتبروه رخصة لتحطيم القوانين، وليس من حقهن أن يعتبرْنه قرارا إلهيا يطالب بتسوية الأرض وإعادة تعميرها حتى يسير النقاب فوقها كما يريد، مرة أخرى الخطأ هنا لدى وزير التعليم العالى وشيخ الأزهر لأن توصياتهما وقراراتهما جاءت كما هى العادة عشوائية وغير واضحة.. رغم أننا قلنا مئات المرات يا جماعة فى قانون.. فى حقوق وواجبات.. أعلنوها واحترموها وتمسكوا بها حتى تسير على دماغ المنتقبة وغير المنتقبة وعلى أكبر دماغ فى البلد كمان.. دون أن يستطيع أحدهم أن يقول بم أو حتى بم.. بم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة