لا يختلف أحد على أن العلاقات السياسية والشعبية بين مصر والجزائر شهدت أسوأ حالاتها بسبب أجواء المباراة التى شغلت فئات الشعب المصرى بجميع طوائفه التى تابعت المباراة بتلهف وشغف، ساءت العلاقات لكن الجميع يعرف أنها حالة طوارئ سرعان ما ستنتهى قريبا بعد انتهاء هذه الأجواء المشحونة، تطاول الأخوة الجزائريون فقابل الشعب المصرى إساءته بمثلها، وكان المصريون على أتم الاستعداد للرد على كل الإساءات المتوقعة ونجح المصريون فى إفساد مخططات الإخوة الجزائريين داخل الملعب وخارجه، ولم تخيل علينا تمثيلية الطوبة التى ابتكرها خيال اللاعبين الجزائريين، وكان الجمهور المصرى على قدر المسئولية فلم يسئ إلى الأخوة الجزائريين الذين تحمسوا لبلدهم وذهبوا إلى الإستاد بدافع وطنى لمؤازرة فريقهم.
أسمع الآن صوت مصر فى الشوارع يهز الوجدان، الجميع على قلب رجل واحد يرددون "مصر" وكما علا وجلجل صوت مصر فى الشوارع والميادين الآن، كان صوت مصر الذى جسده الملك محمد منير يجلجل فى حفلته المشتركة مع الشاب خالد ملك ملوك الراي، كان مظهر الشاب خالد مؤثرا حينما اختار أن يغنى ملفوفا فى علم مصر فى إعادة لذكريات الحلم العربى الواحد، والعشب العربى الواحد، والإخاء العربى الأبدي، وفى هذا السلوك الراشد يستحق الكبير محمد منير والرائع الشاب خالد كل التحية والثناء.
نعم أحب الجزائر وشعبها، ولكنى بالطبع أحب مصر أكثر، وأرى أنه لا يصح أن نخسر علاقاتنا التاريخية والمستقبلية معها بسبب 90 دقيقة انتهت على خير فى انتظار جولة فاصلة فى السودان، وبشهادة خبراء الكرة فى العالم فإن منتخب مصر هو الأفضل والأحسن استعدادا والأقوى خططيا وتكنيكيا، وعلى كل فالسودان أرض محايدة، وفات الكثير ما بقى إلا القليل والملعب لا يعترف إلا بالأفضل والأقوى والأحسن، والأيام القليلة المتبقية فرصة جيدة لإعادة الحسابات وتهدئة الأجواء، وما علينا الآن إلا أن نلتق حول شعار واحد يجب أن نردده بلا خوف أو ارتباك، وما علينا إلا أن نقول بقلب واثق: هانت يا جدعان موعدنا فى السودان.. وأن نتبع هذا الشعار بقولنا : واحد أتنين تاتا تاتا.. الجزائر هتشيل تلاتة..
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة