فقط إحدى عشر ثانية يمكن أن تغير الحال، وتحول دفة المشاعر من الحزن إلى الفرح، ومن الكبت إلى الاحتفال. و"لو" تفتح أبواب الرهانات. لقد كادت مباراة الأمس بين مصر والجزائر أن تنتهى إلى فوز الفريق المصرى بهدف واحد، بما يعنى الخروج من تصفيات كأس العالم إلى المجهول. لكن الثوانى الأخيرة غيرت من شكل النتيجة، ومعها شكل الفرح والاحتفالات، وسهر المصريون إلى الصباح يحتفلونه بنصف فوز، ينقلهم الى مرحلة أخرى. ولا أحد يعرف سر التفاؤل المصرى بأن الفوز بثلاثة أو أكثر سيكون من نصيبهم، كانت تظاهرات الجماهير مساء الجمعة والسبت تقول ذلك. وبدأت مخططات الأحلام تمتد وتتسع. حتى ما بعد الهدف الأول، لكن الرتم البطىء، والارتباك الذى ساد المباراة مهد لحالة إخباط، رافقها غضب على الفريق والمدير الفنى حسن شحاتة. وامتد الشعور بالضغط والإحباط وتسربت مشاعر اليأس. حتى كانت الثوانى الأخيرة، التى شهدت هدف الفوز.
إحدى عشرة ثانية أو أقل حولت المشاعر وغيرت المزاج العام وأنقذت الفريق والمدير الفنى والحكومة والنظام من رد فعل مجهول، بدا فى زومة جمهور جهز نفسه للفوز بلا بديل فإذا به يرضى بنصف الفوز، ويأمل فى الوصول إلى المباراة الفاصلة فى السودان.
كانت الثانية الواحدة إشارة البدء فى فرح امتد طوال الليل، وأعاد الأمل فى الوصول إلى جنوب أفريقيا. كانت الجماهير واثقة من الفوز بثلاثة أهداف فإذا بها تأمل فى هدف ثان يفصل بين الياس والأمل فى مواجهة فريق جزائرى صلب، واجه فريقا منافسا على أرضه، وواجه أيضا جمهورا يطلب الفوز بأى ثمن. لقد ادى الجزائريون باخلاص كبير يجب أن يمنحهم مددا نفسيا.
جمهور يستحق الفرح لكنه فرح لا يجب أن يجعلنا ننسى أن هناك خطوات يجب أن تتخذ لسد الثغرات وصناعة فرح كامل يرضى الجمهور المتعطش لفرح بأى شكل. وهو جمهور يستحق أن يحصل على هذا الفرح وسط الكثير من الإحباط واليأس.
إحدى عشرة ثانية أو أقل، غيرت مشاعر الجمهور، ومصير كثيرين من الاعتزال إلى الاستمرار، ومن النسيان إلى المنافسة، وأنقذتهم من غضب يبدو فى غموضه مثل الفرح الغامض الهادر. والجمهور الذى يقدم مشاعره من أجل فوز لن يربح منه إلا لحظات الفرح.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة