أرسلت قارئة جزائرية لليوم السابع تعليقاً بليغاً بعدما نشرنا خبر تحطيم المؤسسات المصرية هناك، قالت .. لا تظنوا أن كل الجزائريين هكذا.. من فعل ذلك هم حثالة" نتبرأ منهم .. وأنا أصدقها تماماً، وما زلت أؤمن بأن حب مصر يجرى مجرى الدم فى شرايين الإخوة الجزائريين ولى بينهم أصدقاء وزملاء عرفتهم فى سنوات المحنة والإرهاب عندما كانت سكاكين الإرهابيين تطارد الإعلاميين من الجزائر العاصمة فيلجأوا إلى حضن القاهرة أمنين على حياتهم وعائلاتهم وأقلامهم .
من هنا أبدأ وأقول أن علينا واجباً تجاه عموم أشقائنا الجزائريين بألا نصنع صورة نمطية مشوهة لهم فى وجداننا أولاً، وأن نحافظ على ما يربطنا وهو كبير وعميق ثانياً، ثم نبحث عن مصالحنا المباشرة والمشتركة ثالثاً.
هذا الواجب تجاه أشقائنا الجزائريين، لا يمنعنا بالطبع من دعم وتشجيع منتخبنا الوطنى بحرارة وحماس حتى يفوز فى مباراة الغد ويحقق حلم المصريين بالتأهل للمونديال، دون أن ننسى أن من حق المشجعين الجزائريين تشجيع منتخبهم الوطنى بالحرارة والحماس نفسهما، وإذا انجرف فريق وراء حماس التشجيع والمنافسة قليلاً، فلا بأس من الاجتماع معاً وتصفية الأجواء، وتأكيد أن من سيصل المونديال هو فريق عربى فى النهاية، وأن المباراة الفاصلة فى كرة القدم وليست فى إعادة ترسيم الحدود بين البلدين أو نزاعاً على آبار بترول أو حصص المياه فى أنهار مشتركة.
علينا أن نسأل أنفسنا، نحن وأشقاءنا الجزائريين وأقصد بـ "نحن" المسئولين الرياضيين والإعلاميين القادرين على تحريك الرأى العام باتجاه الاعتدال أو باتجاه الغضب الأعمى والتعصب .. ماذا نريد من مباراة الغد؟ هل نريد حمامات الدم بين مشجعى البلدين أم نريد الفوز المشروع كمواطنين والتغطية المهنية الرفيعة كإعلاميين! هل نحرص على المشترك بين البلدين بحكم مسئوليتنا أم نهدر الروابط الكبيرة بينهما ونسير وراء "الحثالة" الذين حطموا وأحرقوا المؤسسات والشركات فى موجة غضب أعمى ؟ إلى أى الفريقين ننحاز؟
علينا أن نسأل أنفسنا أيضاً : ماذا بعد انتهاء مباراة الأربعاء، وهى حتماً ستنتهى بتأهل أحد الفريقين إلى مونديال جنوب أفريقيا .. هل يتعارض الفوز أو الخسارة وهما واردان بالتساوى مع الحرص على مستقبل المصالح بين البلدين ؟.
واجبنا أن نشجع كمواطنين "لا كحثالة" وأن نتصرف كمسئولين يوجهون القطعان الهائجة إلى أرض آمنه بدلاً من دفعها دفعاً إلى حافة الجبل أو نسبقها إلى الهاوية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة