كان لابد من وقفة حاسمة لمواجهة الانحدار الإعلامى بين مصر والجزائر.. وهذا ما أدركه رؤساء القنوات الفضائية الخاصة، بعد ما قام به بعض مقدمى البرامج الرياضية الإعلام الرياضى من تصعيد وإشعال النار أكثر وأكثر بعد أزمة مصر والجزائر، حيث قرر عدد كبير من رؤساء القنوات الخاصة وبعض الكتاب والصحفيين الكبار بقيادة د.حسن راتب رئيس قناة المحور، ود.أحمد بهجت رئيس قنوات دريم، ود.السيد البدوى رئيس قنوات الحياة، وياسمين عبدالله رئيس قناة و o tvألبير شفيق رئيس قناة on tv محسن جابر رئيس قناتى مزيكا وزووم، وتوفيق عكاشة رئيس قناة الفراعين، ومن الصحفين كرم جبر ويوسف القعيد وسمير رجب، ليطلقوا تحالفا إعلاميا لإيصال الرأى والفكر المصرى إلى العالم الخارجى، بعد الهجمات الإعلامية المنظمة ضد مصر من بعض وسائل الإعلام الخارجية.
ويبدو أن الإعلام الخاص صار أكثر جدية وإحساساً بالمسئولية من الإعلام الرسمى والذى سمح بالكثير من التجاوزات فى حق الشعب الجزائرى، حيث تدنت النقاشات ومستوى التعليقات إلى ما اشبه الصحف الصفراء، حتى أن بعض المداخلات التليفونية حملت سبابا وقذفا واتهامات فى الشرف والعرض، وهو ما سيأخذ سنوات حتى تغفره الشعوب لبعضها البعض، ولم يفرق الإعلام الرسمى بين أزمة يجب أن تحل بحسم بين الحكومات وبين اللعب فى العلاقة بين الشعوب.
وتولى الإعلام الخاص مسئولية إصلاح ما حدث فى الوقت الذى لم نسمع حتى الآن بمبادرة قام بها وزير الإعلام المصرى أنس الفقى من خلال التليفزيون بكل قطاعاته لتصحيح وعلاج الأخطاء التى ارتكبها بعض مقدمى البرامج الرياضية، وتماديه فى الخطأ، ومخاطبته لنفسه فقط دون أن يضع فى اعتباره ضرورة مخاطبة الآخر.
ولم يقدر أنس الفقى أن الإعلام مسئولية، والمفارقة أن هذا نفس الشعار الذى رفعه فى مهرجان الإعلام بدورته الماضية.. ويبدو أنه كان مجرد شعار، حيث أثبت الإعلام الرسمى فشله فى مواجهة الأزمة الأخيرة، حيث لم يستطع التصدى حتى هذه اللحظة إلى ما تم تصديره للخارج من أقاويل حول إساءات المصريين للجزائريين، وأن ما قام به الجزائريون مجرد رد فعل لغوغائية الشعب المصرى.
فهل علينا فى المرحلة المقبلة أن نعول بالمسئولية على القنوات الخاصة، خصوصا أن الاجتماع أسفر عن عدة قرارات وتوصيات تتعلق بضرورة معالجة الأخطاء المهنية التى وقع فيها عدد من مذيعينا الرياضيين، وعقد دورات تدريبية ومعلوماتية لهم، وشراء أوقات إعلانية على بعض الفضائيات الأوروبية للتعبير عن وجهة النظر المصرية ونقلها بموضوعية، خصوصا أننا حاليا لا نكلم إلا أنفسنا.