كل عام وأنتم جميعا بخير، حتى لو كانت التهانى هذا العام صحية "دايت" بدون دهون، وبدون قبلات، ولا تجمعات.مع كثير من النصائح والتوصيات الطبية والحكومية التى لا نأخذ بها. لأنها تجعل العيد "مسلوقا"، مع أنه معروف بكونه عيد اللحم. ونحن نفضل التعبير عن المشاعر بالأكل، ولا يمكن أن تنطبق نصائح عدم الإفراط فى تناول اللحوم على كثير من المصريين تحت خط الفقر اللعين يجدونها فرصة ليموتوا من التخمة بدلا من أن يموتوا من الجوع.
وجرت العادة منذ سنوات أن يكون عيد الأضحى مناسبة لإصدار توصيات ونصائح طبية، كانت تتركز حتى وقت قريب فى التحذير من الإفراط فى تناول اللحوم، ولا نظن أن أحدا التزم بها. لكن قائمة التوصيات هذا العام من نوع آخر، تتعلق بأنفلونزا " إتش 1 إن 1". حيث طلبت وزارة الصحة من المواطنين منع القبلات والاكتفاء بالمعايدات الشفهية، بشرط أن تكون معايدات بدوت تجمعات كثيفة، مع مراعاة الجلوس فى أماكن جيدة التهوية لأن المعايدات الشفهية تحمل معنى الاختلاط الذى يجعل العدوى محتملة. مع أن الدراسات لم تثبت لنا أن المتوفين بأنفلونزا الخنازير أصيبوا بعد قبلة، ولانعرف مدى التزام الناس بمنع القبلات.
وزارة الأوقاف هى الأخرى أخذت نصيبها من التوصيات الطبية وشددت على ألا تزيد خطبة العيد أو الجمعة عن ثلث ساعة حرصا على صحة المواطنين. أى أننا يجب ألا نفرط فى الأكل، والخطب، ونمنع البوس. ولا شك أن حظر القبلات من شأنه أن يزيدها والمصريون يفضلون التعبير بالقبلات والأحضان. وعلى اعتبار أن الممنوع مرغوب. أما تقليل زمن الخطبة فهو أمر مطلوب فى كل الأحوال، خاصة إذا كانت الخطب من النوع الإنشائى الخالى من الكلام.
وعلى ذكر الأنفلونزا يبدو أن الناس لا تأخذها بالجدية الكافية بالرغم من الإعلان عن وفاة الحالة 14 ، لأن التصريحات والبيانات التى نشرت فى البداية كانت مرعبة وسرعان ما خفتت لكنها لم تتوقف، ومع ذلك فالعدوى تتزايد مع زيادة البرد. ومع أن وزارة الصحة تبدو حتى الآن شفافة فى الإعلان عن الإصابات والوفيات وتؤكد أنها مستعدة لكن الناس لديهم الشك العادى فى أى تحرك، وكلما سمعوا كلمة " الخطة أو اللجنة العليا" يتحسسون رؤوسهم.
ومن الأنفلونزا إلى التحرش الذى يضاف إلى قائمة نصائح الأجهزة والأسر فى العيد منذ انتشار ما سمى بالتحرش الجماعى منذ ثلاثة أعوام هناك دائما تحذيرات أمنية للمتحرشين، وتأكيدات بأنهم تحت المراقبة.
وأخيرا هناك نصائح أو مطالبات أخرى يطلقها البعض فى الأعياد يطلبون فيها أن يستغل الناس العيد لمزيد من التسامح والتخلص من السموم النفسية، واستثمار العيد فى إنهاء الخصومات وزيارة الأقارب والأصدقاء وهى طلبات تبدو عاطفية ولا تثمر عن شيء. ولا مانع من تكرار الدعاوى. لكن كيف تسير الدعوات إلى التقارب والمواطن ممنوع بأمر وزارة الصحة من القبلات، والتجمعات والإكثار من الأكلات ، ولو كان التقليل من اللحوم ممكنا، يبدو من الصعب التوقف عن البوس ، والأحضان والتجمع، وإلا كان يجب أن تشمل التعليمات الاكتفاء بالمعايدات عبر التليفون المحمول. عيد أضحى سعيد.. بدون لحم بدون قبلات بدون تجمعات . يعنى عيد مسلوق.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة