لأنه "حسن نجيب المستكاوى" فهو يستحق عتابنا، ليس لأنه فحسب نجل الأديب الكبير ومؤسس النقد الرياضى البديع فى العصر الحديث "الأستاذ" نجيب المستكاوى، بل لأنه أيضا هو الناقد الرياضى الكبير حسن المستكاوى الذى هو واحد من كبار النقاد الرياضيين الذين يحاولون بأقلامهم الارتفاع بمستوى النقد الرياضى فوق غوغائية بعض "نقاد" كرة القدم التى تقترب أو تفوق غوغائية بعض جماهير الأندية الكروية المتعصبة.
فلقد انقبض قلبى المريض لدى رؤية وجهه المحبب لدى ببراءته ونظافته واحترامه لنفسه ولقارئيه، فقد امتقعت ملامحه وظهر عليه الإعياء عندما أسند خده على كف يده مغالبا انفعالات داخلية عميقة وهو يظهر أمامنا على شاشة التلفزيون، فيما طمأن مقدم البرنامج المشاهدين بأن الأستاذ حسن المستكاوى قد تناول بعض الحبوب المهدئة، بل إن حسن المستكاوى قد صرح فى هذه اللحظات بأن ضغطه قد ارتفع مما زاد قلقنا عليه، وكدت أطلب القناة الفضائية بالتليفون، لكنى تراجعت فى اللحظة الأخيرة لعدم اقتناعى بجدوى مثل هذه الاتصالات التليفونية مع القنوات الفضائية التى ربما يستخدم فيها مقدم البرنامج سلطاته الجبارة فى قطع المكالمة لاختلافه فى الرأى بعد أن يقدم الشكر الجزيل للمتصل على ثمن المكالمة الذى أضيف إلى رصيد القناة الفضائية من مكالمات المحمول.
كان حسن المستكاوى ضيفا فى برنامج يناقش فيه مقدمه التجاوزات الحادة وغير المقبولة فى الإعلام الجزائرى ضد الفريق الوطنى المصرى لكرة القدم، حيث قام بعض الموتورين والغوغائيين من الصبية المتعصبين فى الجزائر بإحراق القميص الذى يرمز لقميص المنتخب الوطنى المصرى، كما قام الإعلام الجزائرى بنشر صورة للمنتخب المصرى وقد استبدلوا فيها وجوه لاعبى المنتخب المصرى بوجوه بعض الفنانات المصريات، وسوف أتجاوز عن حرق قميص منتخب مصر لأنه حتى لا يستحق التعليق عليه، ليس من باب الترفع، ولكن لأنه عمل صبيانى لبعض الغوغاء، لكنى لا أستطيع التجاوز عن الصورة، ليس لأهميتها فهى أيضا مجرد عمل غوغائى لا قيمة له، لكن لما يمكن استنتاجه من هذه الصورة ومن ردود أفعال البعض فى الإعلام المصرى عليه، ومع أنى ألتمس بعض الأعذار لمقدم البرنامج فى حماسه الشديد ضد هذه التجاوزات الإعلامية الجزائرية، لأنه متسق مع نفسه فى كل ردود أفعاله، لدرجة أنى لا أستطيع أن ألومه على ردود أفعاله على تجاوزات البعض فى الإعلام الجزائرى، لكنى أجد نفسى مدفوعا لعتاب حسن المستكاوى الذى لم يكن ارتفاع ضغطه وامتقاع وجهه رد فعل يتسق مع شخصيته، وهو الرجل الكاتب الأديب المثقف ثقافة رفيعة، كان يجب على حسن المستكاوى، وهو من هو، أن يضحك كثيرا من هذه الصورة الطريفة، بالرغم من أن غوغائية من أطلقها لم يكن يقصد الطرافة والظرف، بل من أطلق هذه الصورة كان يقصد توجيه الإهانة للفريق المصرى، وهو غباء بالطبع يعكس فهما متدنيا لقيمة المرأة وقيمة الفن والفنان فى حياة الأمم المتحضرة، وسوف أتحدث عن نفسى أولا متسائلا: هل يلحق بى العار إذا وضعت صورة وجه أمى على صورة جسدى؟ هل يلحق بى العار إذا وضعت صورة وجه شقيقتى على صورة جسدى؟ هل يلحق بى العار إذا وضعت صورة وجه ابنتى على صورة جسدى؟ أليست كل فنانة مصرية محترمة هى أمى وشقيقتى وابنتى؟ هل يلحق بى العار إذا ما تم استبدال وجهى فى الصورة بوجه فاتن حمامة أو سعاد حسنى أو آثار الحكيم أو أى فنانة مصرية؟ هل يلحق العار بالكابتن عبد المنصف حارس مرمى الزمالك والمنتخب الوطنى لو استبدل وجهه فى الصورة بوجه زوجته وأم ابنه الفنانة المحترمة السيدة لقاء الخميسى؟ هل يلحق العار بالأسطورة صالح سليم لأنه عمل مع نجاة الصغيرة وفاتن حمامة فى السينما؟ ألم تكن فاتن حمامة محترمة مثلها مثل صالح سليم؟ ألم تكن نجاة الصغيرة محترمة مثلها مثل صالح سليم يوم اشتركت معه فى تمثيل أحد الأفلام؟
العار يلحق بمن يتصور أن وجوه فناناتنا عار يخجلنا، فنحن نحترم فناناتنا المحترمات، نحن لا نخجل من بناتنا، نحن لا نخجل من شقيقاتنا، نحن لا نخجل من أمهاتنا، بناتنا وشقيقاتنا وزوجاتنا وأمهاتنا وفناناتنا لسن عارا نخجل منه ويعايرنا به بعض الجهلة والموتورون والمتخلفون الذين قاموا بنشر وإعادة نشر هذه الصورة ليست لأنها صورة تعرنا أو تخجلنا، لكن لأنها تعر وتخجل من صممها ومن نشرها أو أعاد نشرها، لأنها ببساطة تعكس رأيه فى المرأة لأن فهمه وتحضره يصوران له أن المرأة عار يخجله، لأن فهمه للفن والفنانين فهم متدن يخجله، لقد حملت الفنانات المصريات أسمى المبادئ والقيم فى أعمال فنية كتبها كتاب مصريون وأدخلن هذه القيم وهذه المبادئ لكل بيت عربى فى كل قرية عربية من المحيط إلى الخليج، فناناتنا شرف يشرفنا وليسن عارا نخجل منه، نحن نتشرف بفاتن حمامة وسعاد حسنى وآثار الحكيم وشادية ويسرا وسناء جميل ووردة الجزائرية ونجاة الصغيرة ولا نعتبرهن أقل احتراما من صالح سليم وبيبو وحسن شحاتة وفاروق جعفر وأبو تريكة وعمرو زكى وأحمد فتحى وأحمد حسن وشيكابالا وعصام الحضرى وعبد الواحد السيد وعبد المنصف ومحمد حمص وشريف عبد الفضيل وأحمدعيد عبد الملك وسعيد أوكا، نحن نحب سعاد حسنى ونحترمها كما نحب أبو تريكة ونحترمه، والشعب المصرى كله يعرف أن سعاد حسنى ليست أقل احتراما من محمد أبو تريكة، فالشعب المصرى يعرف قيمة المرأة الأم والأخت والزوجة والابنة فنانة كانت أو غير فنانة.
لذلك فإن عتابنا لحسن المستكاوى لأن ضغطه ارتفع عند رؤيته لهذه الصورة التى كان من الممكن أن تكون فيها أيضا صورة الدكتورة سحر الهوارى ككوتش لهذا الفريق النسائى الرائع، وألف سلامة عليك من ارتفاع الضغط يا أبا على.
براء الخطيب
عتاب لـ المستكاوى..سعاد حسنى ليست أقل احتراما من "أبو تريكة"
الأربعاء، 04 نوفمبر 2009 07:34 م