أحدث أغنيات الحزب الوطنى والدكتور على مصيلحى، تدعو إلى وقف الحقد وتبييض القلوب والدعاء للحزب والشعار و"من أجلك أنت". وقد سمعنا كثيرا كلمة الحقد فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات الذى كان دائما يصف الكثير من معارضيه بأنهم يثيرون الحقد فى المجتمع عندما ينتقدون الأغنياء أو كبار رجالات الانفتاح، مع أن مبتكرى الانفتاح من الاقتصاديين وصفوه بأنه أصبح "سداح مداح"، والرئيس السادات قبل رحيله عبر عن خيبة أمله فى لصوص استغلوا الانفتاح للاتجار فى الفراخ الفاسدة وباعوا لحم الكلاب على أنه بلوبيف، ومع ذلك ظل الاتهام بالحقد مشهرا فى وجه كل من يتجرأ ويعترض على لحم الكلاب.
تذكرت هذا الكلام بمناسبة الخطبة العصماء التى ألقاها الدكتور على المصيلحى، فى مؤتمر قروى حزبى أو ترويجى، دافع فيها عن شعار مؤتمر الحزب الوطنى «من أجلك أنت» وطالب الصحفيين بأن «يخرجوا الحقد من قلوبهم» وينظروا كيف يبنى حزب وزير التضامن قواعد المجد وحده.
لم أعرف السبب الذى جعل المصيلحى يطالب الصحفيين وحدهم بتناول حبوب منع الحقد، متجاهلا الفقراء الذين يملكون أسبابا للحقد تكفى قارة، من كثرة الوقوف فى طوابير ليحصلوا على أرغفة من القمح الفاسد، أو العجز أمام المرض والعلاج، والموت فى سبيل الحصول على معاش الضمان الذى يتباهى به المصيلحى.
وبدلا من أن يتفرغ الدكتور المصيلحى للدفاع عن الحزب الوطنى ضد الحاقدين، كان من الأجدى أن يحاول انتزاع الأحقاد من قلوب الغلابة، على خبز التضامن، وعلى مظاهر الفشخرة التى تملأ الشوارع من حولهم، وربما يعرف أن رفع معاش التضامن بنسبة 25% كان قرار الرئيس، وأن المعاش مائة جنيه والزيادة خمسة وعشرون جنيها فقط، كما أن الحديث عن تنمية الألف قرية يتجاهل الفقر فى عشرين ألف قرية، وأكثر من عشرين ألف مواطن، منهم عشرة ملايين على الأقل تحت كل خطوط الفقر المعروفة، ناهيك عن سكان القبور والعشوائيات والأرصفة والجحور، كل هؤلاء ليس من حقهم أن يشعروا بأى حقد بل العكس طبقا لنظرية المصيلحى عليهم أن يشعروا بالرضا والسرور والحبور ويتناولوا ملعقتين من تصريحات وزير التضامن قبل "الجوع" وبعده،لأنهم لا يجدون عملا، ولا فرصة ولا تدريبا ولا اهتمام من المصيلحى وحزبه. فهؤلاء أولى أن يهتم بهم الحزب بدلا من أن يطالبهم المصيلحى بتناول حبوب منع الحقد.
وهل شاهد الدكتور المصيلحى حفل المطربة الأمريكية صديقة البيئة بيونسيه فى بورتو غالب؟، الذى عقد ضمن مؤتمر من أجل البيئة، وكان سعر التذكرة فيه ألف وألفى جنيه، ورفض الروادـ حسب المصرى اليوم- أن يشتتروا التذاكر الشعبية ذات المائتين وخمسين جنيها، والخمسمائة وتكاثروا على التذكرة البيئية ذات الألفين ، أو الألف جنيه، وتساوى عشرين معاش ضمان اجتماعى من بتوع الدكتور المصيلحى، ولاشك أن هذا المبلغ قليل على مطربة صديقة "للأوزون"، مثلما الدكتور المصيلحى صديق للفقراء، وعدو للحاقدين والغاضبين و"المتنيلين على عنيهم". الذين لن يعتبروا حفل البيئة صديقا لهم، وقد تنتابهم بعض أعراض الحقد المعادى للبيئة، ولن يخفف من حقدهم، قراءة برنامج "من أجلك أنت" ألفى مرة قبل تناول حبوب منع الحقد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة