أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد صلاح العزب

هل تظهر العذراء حقا أم أنه «بروجكتور»؟

الخميس، 24 ديسمبر 2009 11:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اللهم لا تجعلنى من المشككين فى المعجزات، ولا من المنكرين لحدوثها، ولا تجعلنى مثل فرعون الذى تحركت العصا أمامه فصارت ثعبانا فتجبر، ولا مثل النمروذ الذى خرج إبراهيم من النار سليما أمام عينيه فأنكر فأرسل الله الذبابة تزنّ فى رأسه، اللهم قنا شر الزن والزنانين.

نرجع مرجوعنا، هل ظهرت العذراء فعلا فى الوراق، أم أنه كما يردد البعض بروجكتور أو ليزر تلاعب به متلاعب لإثارة كل هذه الجماهير؟ خصوصا أن الجماهير لدينا تحب الهيصة وتثور دائما فى مثل هذه الأحداث، تماما كما حدث فى موقعة مصر والجزائر وكما يحدث فى الموضوعات الخايبة بتاعت المسيحى اللى مشى مع مسلمة والمسيحية اللى مشيت مع مسلم؟
أنا شخصيا لا أعتقد أنها ظهرت، وأنا حر فى رأيى كما أننى أحترم حرية من يعتقدون أنها ظهرت، وليس هذا موقفا منى تجاه أى شخص مسيحى أو مسلم، لأننى سأتبنى نفس الرأى لو جاء لى شخص وقال إن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ظهر فوق مئذنة جامع الأزهر مثلا، وبصراحة سأعتبره يستخف بعقلى.

وحتى لو ظهرت العذراء أو المسيح أو سيدنا محمد فما الفائدة؟ هل هى معجزة؟ جميل، هل مثلا المسيحية ديانة جديدة تحتاج إلى معجزات لإثباتها؟ أم أن العذراء مثلا تفترض فى شعبها أنهم يحتاجون كل فترة إلى ما يقوى إيمانهم؟ وهل لو لم تظهر لترك المسيحيون دينهم واعتنقوا دينا آخر؟

المشكلة أننا نرى أن ظهور العذراء أسهل من ظهور شخص محترم يستطيع تولى رئاسة الجمهورية من خلال انتخابات نزيهة وبإرادة شعبية، رغم أن الأولى معجزة والثانية شىء عادى أو المفروض أن يكون كذلك.

نطلب من العذراء والأولياء والقديسين أن يوفروا لنا سكنا وعملا وأن يعالجوننا وينفقون على بيوتنا وينجحون أبناءنا ويحموننا من أعدائنا رغم أن هناك وزارة إسكان للسكن، ووزارة صحة للعلاج، ووزارة قوى عاملة للتوظيف، ووزارة تعليم للتعليم، ووزارة داخلية لحماية المواطنين.

فى مثل هذه العصور المظلمة يتجه الناس للبحث عن حل خارجى، ينتظرون معجزة تأتيهم من السماء لأنهم فشلوا وعجزوا عن حل مشكلاتهم بأنفسهم، فيظهر من يتلاعب بعقولهم ويبيع لهم الوهم على هيئة حمامات بيضاء تطير فى السماء فيصرخ الآلاف: شوف المعجزة، شوف المعجزة.

ستسألنى ظهور العذراء فى الوراق ليس معجزة، المعجزة الحقيقية لو ظهر الرئيس مبارك فى الوراق وتجمع حوله الأهالى بنفس الطريقة فيحقق لهم أحلامهم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة