الأمر هكذا تحول حماس ويحولونها إلى ضحية، فى حين أنها يمكن ببساطة شديدة أن تعيد اتفاق المعابر إلى الحياة وتوافق على وجود ممثلين موظفين من السلطة الفلسطينية، لأنها أى السلطة كانت الطرف المعترف به من كافة الأطراف قبل أن تنقلب حماس عليها وتستولى على غزة.
هل هذا أمر سهل؟.. بالطبع سهل، وحتى إذا لم يكن سهلاً، فعلى سلطة حماس بغزة أن تقدم أى تنازل من أجل مصلحة الشعب الذى تدعى أنها تعبر عنه.. فليس منطقياً أن تضحى بهذا الشعب، لأنها لا تعترف بالسلطة الفلسطينية، ومن ثم لا تريد أن تكون طرفاً فى أى اتفاق.. أى أنها تريد أن تكون دولة داخل الدولة.. وبجملة واحدة تريد تحقيق نصر سياسى على حساب الشعب الفلسطينى.
ومع ذلك، فإن الذين يناصرون حماس لا يريدون الاعتراف بهذه الجريمة السياسية، ولا يريدون الاعتراف بأن السلطات المصرية هى التى تفاوض إسرائيل مباشرة لإدخال المساعدات الإنسانية التى يحتاجها أهل القطاع، وحسب معلوماتى لم تحدث مشكلة فى هذا الاتجاه.
فمشكلة الذين يناصرون حماس أنهم يوجهون سهامهم فى الاتجاه الخاطئ، فبدلاً من دفع حماس لأن تصل إلى اتفاق مع السلطة الفلسطينية من أجل تنفيذ اتفاق المعابر ومن ثم إنهاء الحصار، أو دفعها فى اتجاه المصالحة الفلسطينية، يتعامون عن كل ذلك ويشنون حرباً ضد السلطات المصرية التى تريد حماية حدودها وأمنها القومى، رغم أنهم يعرفون أن المشكلة فى السلاح، ويتجاهلون أنه يشكل خطراً على أمن بلادنا، لأنه يحولها إلى معبر لأسلحة من كل حدب وصوب، وهناك مخاطر بديهية فى أن يتسرب هذا السلاح إلى الداخل، وهو ما يعنى تعرضنا لعمليات إرهابية من أطراف تعادى الدولة المصرية.
لعلنا نتذكر قضية حزب الله الذى استباح الأرض المصرية ومارس الابتزاز السياسى بأنه كان يريد مساندة المقاومة ولم يطرح مناصروه ولا مناصرو حماس السؤال البديهى: لماذا لا يدعم المقاومة من هناك من الجنوب اللبنانى.. ولماذا تنصل حسن نصر الله من صاروخ مجهول تم إطلاقه ضد إسرائيل؟
إن الذين يناصرون حماس يخلطون بتعمد بين أمن الدولة المصرية وبين السلطة الحاكمة، رغم أنهم يعرفون أن الأولى باقية والثانية إلى زوال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة