نعم.. هو عام الحيوانات بامتياز، ذبحنا فيه الخنازير، واتهمنا الجاموسة بالمسئولية عن تصادم قطارات العياط. ومازلنا نختلف حول أنفلونزا المعيز، ونجحنا فى توطين أنفلونزا الطيور، ونتذكر الحمار فى كل وقت، ونراه ماثلا أمامنا، ونحن نستمع إلى تصريحات الحكومة، أو جلسات البرلمان وبرامج التوك شو.
سنة كبيسة على الشعب، بسيطة على الحكومة، والحزب والبرلمان والمجالس العليا واللجان المتوسطة.
الحكومة ترى أنها ملأت نصف الكوب، والمواطن لا يرى فى حياته سوى النصف الفارغ، لأن نصف الحكومة شربته الضرائب والأسعار، والدخل المحدود، الدكتور نظيف رئيس الحكومة يرى أن الرخاء يعم المواطنين، وأنهم يعيشون فى رغد، والدليل كل هذه الموبايلات والغسالات والتلفزيونات.
والحزب الوطنى يرى نفسه نجم العام، ونجمه الأكثر ظهوراً هو أحمد عز أمين التنظيم وأوركسترا البرلمان السيمفونى، حامل عصا الإشارة، للتصفيق والتأييد، والزعيق على"من يعادينا نخفيه.. فى أراضينا .. ها ها"، ولا ننسى المؤتمر إياه للحزب الوطنى، الذى تمخض فولد مؤتمراً، يضاف إلى سوابق الحزب، المسجل خطر سياسات.
أما المواطن المذكور دائما فى المؤتمرات والورق، فهو يعانى من أعراض الإنجازات التى ترتكبها فيه الحكومة والحزب، وكل الاستثمارات التى تدور بعيدا عنه، والمجالس العليا التى تجلس عليه.
وإذا قال المواطن هذا سوف تخرج له الحكومة لتعنفه وتقول له "انظر إلى نصف الكوب.. ولا تنظر للنصف الثانى"، مع أن المواطن يرى نصف كوبه دائما فارغا، وجيبه وحياته فارغة، إلا من تصريحات وتوصيات، تكفيه فقط ليفترشها.
الحكومة ترى أنها نجحت فى مكافحة الأزمة العالمية، مع أن المواطن يعيش الأزمة المحلية، وتقول إنها نجحت فى مكافحة أنفلونزا الخنازير، بينما المواطنون يتساقطون بالكبد الوبائى، والفشل الكلوى، والدروس الخصوصية والضريبة العقارية.
وقد توطنت أنفلونزا الطيور وأصبحت من أصدقاء الفلاح، مع الهدهد، والغراب وأبو قردان. ألم نتفق على أنه عام الطيور والحيوانات، ذبحنا الخنازير، دون أن نعرف لذلك سببا، واكتشفنا أن ذبحها لا يقلل العدوى، ولا يغلق الأبواب.
واتهمنا الجاموسة، ولم نوكل لها محاميا، أما الحمار فأمره معروف، لكن شرحه يطول، وغدا نكمل توقعات العام الجديد، كل عام وإحنا شعب، وهم حكومة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة