سعيد شعيب

إذاعة "خرابة البيوت"

الخميس، 31 ديسمبر 2009 12:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هكذا يعتبر المجتمع السيدات المطلقات، ولذلك أسست محاسن صابر إذاعة خاصة بهذه الفئة المظلومة على شبكة الإنترنت.. الإذاعة الوليدة كما كتب زميلى شوقى عصام فى مجلة روزاليوسف منذ عدة أسابيع، بدأت فكرتها بعد نجاح مدونة بعنوان "عايزه اتطلق" وجروب على الفيس بوك، وبعد نجاحهما الكبير، قررت محاسن التى ذاقت مرارة الطلاق تأسيس هذه الإذاعة الجريئة.

الذين يعملون فى هذا المشروع كلهم متطوعين، عددهم 25، وليسوا كلهم مطلقات وليسوا كلهم نساء، ومنهم من لم تتزوج أصلا والأعمار من 22 حتى الخمسين. ولأنه لا توجد أية إمكانيات، فكلهم يعملون من بيوتهم، يسجلون برامجهم بما هو متاح لى ولك ويرسلونها إلى رئيستهم محاسن. إنها عظمة التكنولوجيا التى تتيح لكل الناس إمكانية أن يعبروا عن أنفسهم ويوصلوا ما يريدون لكل الناس ويتفاعلون معهم.

برامج هذه الإذاعة تهتم بالمطلقات، منها مثلا "طليقك على ما تعوديه" وذلك لحل المشاكل التى تنشب بين المطلق ومطلقته ويعرض التجار بالناجحة. و"ابنك على ما تربيه" يقدمه أخصائى تربية. وحتى لا تكون الإذاعة منحازة، فهى تقدم أيضا برامج مثل "يوميات مطلق" من وراء الباب" لحل مشاكل اجتماعية مثل التحرش و"قلوب بنات" وغيرها.

من المؤكد أنها تجربة استثنائية لأسباب كثيرة، الأول أنها مبادرة فردية ليست خارجة من بطن السلطة الحاكمة أو القطاع الخاص، أو حتى النخبة السياسية معارضة أو مؤيدة، وهذا يمنحها مذاقا وحرية أكبر، فهى تعبير حقيقى عن احتياج حقيقى موجود فى بلدنا وهناك من استجاب له بمبادرة حرة.

إنه الفضاء اللانهائى لشبكة الإنترنت، الفضاء اللانهائى للحرية التى نقلت المواطنين من خانة المفعول به إلى خانة الشريك الفاعل فى الرسالة الإعلامية، بل وفى حالات كثيرة هم من يقودون الإعلام التقليدى مثلما حدث عندما تم نشر كليبات التعذيب التى صورها مواطنون وليس صحفيين. وفى حالات أخرى نمت أفكار وحركات سياسية من على الإنترنت من خلال شبكات اجتماعية مثل الفيس بوك.. إنه فيضان هادر لن تستطيع قوى على الأرض أن توقفه.
لن تستطيع السلطة الحاكمة الانقضاض عليه من خلال قانون يتم تجهيزه فى الظلام، ربما تعطل مشروع هنا أو هناك، ولكنها لن تستطيع القبض على الحرية.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة