فى الأغلب الأعم، فإن إصلاح نقابة الصحفيين أصبح أعقد مما نتصور، حتى إن التعليقات التى جاءت على ما كتبته بعنوان "أرجوكم لا تنسوا عبيد الصحافة"، كانت يائسة، وهم محقون، فالنقابة التى من المفترض أن تحمى العاملين فى هذه المهنة النبيلة تقف ضدهم، ترفضهم، وتتجاهل المصائب التى يعانون منها، وهؤلاء العبيد يعانون أكثر بكثير من معاناة الذين حصلوا على عقد العمل اللعين، وبالتالى دخلوا جنة النقابة.. بل وفى أحيان كثيرة تقف النقابة بمجالسها المختلفة، سواء كانت محسوبة على المعارضة أو السلطة الحاكمة لا فرق ضدهم وتعتبرهم منتحلين لصفة صحفى، وهى تهمة يمكن أن تُدخل صاحبها السجن.
روت الزميلة منى سعيد، أن محمد غنايم الذى عمل فى جريدة المسائية لمدة 7 سنوات، ثم طردته الإدارة إلى الشارع، وعند موته ترك أولاده وزوجته بلا أى مورد رزق.. ولم تسع النقابة، بمعارضيها ومؤيديها، لأن تساعد الأسرة المنكوبة بأى شكل من الأشكال.
المشكلة الأصعب هى التى قالها الزميل الذى فضل الكتابة باسم صحفى، وهى أن أعضاء الجمعية العمومية أنفسهم يرفضون رفضا قاطعا التحاق أى زميل جديد.. وهذا صحيح، فهى ذات الجمعية العمومية، لنقل معظم أعضائها، التى شنت حربا بلا هوادة ضد الزميل رجائى الميرغنى الذى كان صاحب الفضل الأكبر فى تأسيس جديد "الانتساب"، وهو حل مؤقت لزملائنا غير المعينين، يوفر لهم الحد الأدنى من الحماية القانونية والنقابية، لحين حصولهم على العقد اللعين.. ولكن تم إجهاض هذا الجهد النبيل، وتعرض رجائى بسببه لحملة ظالمة.
هذه الأزمات تشير إلى أن إصلاح نقابة الصحفيين أصبح أمرا صعبا، وقد شارك فى هذا الإفساد معارضون ومؤيدون.. ونقلوها من خانة كونها نقابة إلى خانة جمعية تعاونية للخدمات، ربما لأن الدولة تخلت عن دورها فى سكن وعلاج المصريين بشكل جيد، وكان الحل دخول النقابات لسد هذا الفراغ.. ولكن للأسف ورغم أهمية الخدمات، فهى مجرد مسكنات أضاعت الدور الأصلى للنقابة وهو الدفاع عن أجر وحرية كل الصحفيين، وهو ما يمكنهم من الحصول على احتياجاتهم الإنسانية دون أن "يشحت عليهم" نقيب مؤيد أو معارض.
موضوعات متعلقة:
أرجوكم لا تنسوا عبيد الصحافة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة