تعيش مصر هذه الأيام أزهى عصور «التهدئة» وقال البوشى من محبسه فى دبى بهدوء «الفلوس راحت.. وخسرت كل شىء» واحتفل محمود الخطيب «أحد ضحاياه» بمرور ربع قرن على «أحسن لاعب فى أفريقيا»، وخسر الموهوب محمد أبوتريكة اللقب هذا العام «غالبًا بسبب الصراع بين حماس وفتح» وجاء عيد الحب هذا العام فى موعده بالضبط، وتحدث النجوم والأدباء عن الحب بشاعرية وشجن وتباينوا حول الحب الأول، ونفى مصدر بقناة السويس تأثر إيراداتها بالقرصنة وأكد تأثرها بالأزمة المالية، وبدأت باكستان «تحقيقا موسعا» حول الأسمنت الفاسد المحتجز فى السويس، وتم اكتشاف تمثال لـ«توت عنخ آمون» فى شمال العراق وحواس أكد بعد الاكشاف أن مصر كانت تحكم الشرق قبل ثلاثة آلاف عام، واحتفل العالم بمرور 200 عام على ميلاد داروين «الذى اعترف الفاتيكان فى سبتمبر الماضى بصحة نظريته «النشوء والارتقاء»، ورأس البابا شنودة الثالث الصلاة على جثمان القس بيشوى دميترى مؤسس الكنيسة الأرثوذكسية بأمريكا» وعاد على طائرة ساويرس الخاصة بعد ذلك، وقال محافظ الإسكندرية عن مستشفى الشاطبى «وهو فيه مستشفى على البحر؟!»
وسمحت إسرائيل بمرور شحنة ورد غزاوية إلى ألمانيا، ووصلت صادرات القرنفل «تحت الاحتلال» إلى 25 ألف باقة، ووقف الصيادلة وقفة رجل واحد احتجاجا على قرار بطرس الوزير بتعديل قانون المحاسبة الضريبية والتعامل مع الصيدليات الخاصة باعتبارها منشآت كبيرة لتحصل منها المالية على ضريبة مبيعات تبلغ 23%، وفاز هانى أبوريدة لمصر هى أمى بعضوية المكتب التنفيذى للاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، وقال أناس إن تجربة مصر الودية أمام غانا كانت مفيدة وقال آخرون «بالعكس»، وفشلت الجامعة العربية فى إقناع مجلس الأمن بتعطيل قرار اتهام البشير، وحث علماء سودانيون الشباب على مقاطعة عيد الحب لأنه بدعة، وهدد أحمد محمود سليمان بالانتحار فى السعودية لأن الكفيل يرفض عودته هو وأسرته إلى مصر، وقام البنك المركزى بتخفيض أسعار الفائدة 1 % للحفاظ على معدلات النمو، وكشف تقرير صدر عن بنك «ستاندر تشارتيرد» البريطانى «نشرته البديل» أن آثار الأزمة المالية العالمية على مصر ستكون أشد من المتوقع وأن معدل النمو الاقتصادى فى مصر سينخفض بحوالى 50 % مرة واحدة فى العام المالى الحالى، وإسقاط أحمد شوبير فى انتخابات مجلس الشعب أصبح هدف روابط مشجعى الأهلى، والنائب الطنطاوى رد «مهاترات».. ومرت انتخابات القضاة بهدوء وشراسة، وأكد شيخ الأزهر أن مصر لا يوجد بها مد شيعى، واللجنة الخماسية للطرق الصوفية اتهمت 13 طريقة «بانتحال الصفة»، وفشل الأمن فى إجهاض إضراب المقطورات، ووافقت وزارة الزراعة على إنشاء 1596 محطة محمول فى أراض زراعية بالمحافظات، وأكد صفوت الشريف أن رؤساء مجالس إدارات الصحف القومية «قاعدين شوية»، وهوجم فى الصحف المستقلة لأول مرة فى التاريخ الحديث، رغم إشادة أيمن نور به «من السجن فى البديل» ودخل مجدى أحمد حسين السجن بحكم عسكرى «ومن حسن الحظ - كما قال صلاح عيسى - فى المصرى اليوم - أن التعديل الذى أدخل فى العام الماضى على قانون الأحكام العسكرية قد أباح الطعن بالاستئناف وبالنقض على أحكامه»، وتسبب تامر حسنى «المتهرب السابق من التجنيد» فى هياج جنسى عنيف فى استاد جامعة المنصورة، وقال عمرو موسى للجزيرة ونشرته الدستور الأسبوعى - بأنه ليس ضحية للانقسام العربى، وحدث تراجع ملحوظ فى الهجوم على حماس فى الصحف القومية، وقال محمد على إبرهيم إن تركيا الإسلامية وفرنسا «اليهودية» وإيطاليا اليمنية قالوا: القاهرة أولا! وقال محمد بركات إن جولة الرئيس حققت كل أهدافها.
وخاطبت طالبة جمال مبارك فى قاعة الباسوس بكلية طب المنصورة بـ«سيادة الرئيس» وضحك الجميع، وأبوالغيط قال فى واشنطن إن السلام لن يتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وقال مهدى عاكف للمصرى اليوم إنه لن يعلن برنامج الحزب إلا بعد انتهاء الاستبداد وبعد أن يلغى النظام لفظ «المحظورة».. ومجلس الشعب وافق على حرمان نائب المحظورة أشرف بدرالدين من حضور الجلسات حتى نهاية دور الانعقاد الحالى بسبب رفعه «الحذاء» داخل المجلس الموقر.
الكارثة الكبرى التى حدثت، والتى قد تمر مرور الكرام والتى لن يتحدث عنها جمال مبارك مع طلبة الجامعة ولا مهدى عاكف مع «رجالته»ولا رئيس الوزراء هى ارتفاع عدد وفيات العناية المركزة بمستشفى الفيوم إلى 55 خلال شهرى يناير وفبراير فقط كما نشرت المصرى اليوم، الجمهورية اعتبرت تمرد أطباء العناية المركزة هو السبب، والأهرام نشرت إقرارا لخمسة أطباء منتدبين مقدما لمدير الصحة والسكان بأنهم غير مدربين على العمل بالعناية المركزة، وتحول الحديث عن صراع بين الأطباء، ونسى الجميع المرضى وأسرهم، ولم يتحدث أحد عن برنامج الرئيس الانتخابى، ولا عن الفيوم المدينة التى لا يتذكرها المسئولون إلا فى شم النسيم أو فى وجود مزايا جديدة للمستثمرين حول بحيرة قارون أو فى وادى الحيتان، كيف ينام أمير دار الفؤاد مرتاحًا والفقراء يتساقطون بسبب الإهمال وانعدام المسئولية، محافظ الفيوم بالطبع طالب بالتحقيق، وبالطبع سيتحمل شهداء الفيوم المسئولية كاملة لأنهم لا ينبغى أن يمرضوا.. ولا ينبغى أن يعيشوا.. حسبى الله ونعم الوكيل.