سعيد شعيب

رقبة البشير

الثلاثاء، 24 فبراير 2009 09:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما يكون مفهوماً أن تسعى أنظمة الحكم العربية إلى مساندة عمر البشير رئيس السودان، بالحق وبالباطل، ودون حتى أن يقدم أى منهم دلائل فى مواجهة أدلة المحكمة الجنائية الدولية، فكلهم "حكام فى بعض"، فمن يدافع عنى اليوم فى الغالب سأحتاجه غداً .. ناهيك عن أن المنطق أصلاً غير مطروح على عقولهم، فكيف تتدخل مؤسسة دولية فى العلاقة بينهم وبين الشعوب التى ورثوها، ويتصورون مثل كل المستبدين أنهم فوق المساءلة، ليس فقط من محكمة جنائية دولية، بل حتى من شعوبهم.

بالطبع هناك منطق سائد، وهو أن ذات المحكمة لم تهتم بالجرائم التى ارتكبها حكام إسرائيل فى غزة وغير غزة، وهذا صحيح، ولكنه أولاً لا يعنى براءة البشير بالضرورة، ولكنه يعنى أن الأمر يحتاج إلى جهد من مؤسسات فلسطينية وعربية، ناهيك عن الحكومات، حتى يمكن أن نحقق حلم محاكمة هؤلاء المجرمين الصهاينة.

لكن الغريب أن تدافع قوى سياسية مصرية، وأصوات هنا وهناك، عن البشير، وكلها محسوبة على المعارضة، أى أن خطابها الأساسى هو المطالبة بالديمقراطية والحرية، وهذا يعنى ابتداء الدفاع عن فكرة محاسبة المخطئ حتى لو كان رئيساً للجمهورية، ثم يتم تبرئته أو إدانته. رغم أن ذات الأصوات غالباً ما تطالب عند حدوث أى خطأ، وليس جريمة حرب، بمحاسبة المسئولين وصولاً إلى رئيس الجمهورية .. فلماذا يطالبون هنا ويرفضون أن يحدث ذلك لرئيس دولة أخرى؟!

أمر غريب بالطبع، فالمطالبة بالديمقراطية والحرية لا تتجزأ، وهو ما ينطبق أيضاً على التحقيقات فى مقتل رفيق الحريرى رئيس وزراء لبنان السابق، فعلينا أن نحاول ضمان أكبر قدر من النزاهة، وليس الدفاع المسبق عن رأس بشار الأسد أو رأس حسن نصر الله أو أى شخص متهم .. فمن الصعب قبول الدفاع عن أى مجرم مهما كان المبرر.

وللأسف المبرر لا يكون عادلاً، ولكنه مبنى على الانحياز السياسى الفاسد، فأنصار التيار الدينى يدافعون عن بعضهم البعض بالحق وبالباطل، وأرجو أن تتأمل الدفاع المستميت للإخوان عن خطايا حركة حماس، وتأمل أيضاً الدفاع المستميت لقطاعات كبيرة من اليسار المصرى عن نظام حكم صدام حسين أو القذافى.
رغم أن الأصل هو أن ندافع عن الشعوب وليس الحكام..
أليس كذلك؟!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة