ثلاثون عاماً ولم تنضج العلاقات المصرية – الإسرائيلية كما تمنت إسرائيل.. ثلاثون عاماً رأتها سفارة إسرائيل فى القاهرة ذكرى مناسبة لتفتح باباً للتواصل مع الصحافة المصرية، التى طالما أكدت ـ الصحافة ـ على رفضها للتطبيع.
لم يخجل المكتب الإعلامى للسفارة من أن يرسل للصحف المصرية رسالة بمناسبة حلول الذكرى الثلاثين لاتفاقية "كامب ديفيد" المشئومة.. الخطاب اعتبر أن " العلاقات الإسرائيلية ـ المصرية تعرف سنوات السلام أكثر مما تعرف من سنوات الصراع والمواجهة، ويتمتع البلدان بالمقدرة على الحوار والتعاون فيما بينهما"! الخطاب أسهب فى ذكر أوجه التعاون الواسع على المستوى الزراعى، الاقتصادى، والتعاون المحدود على مستوى السياحة والمواصلات والاتصالات والصحة. ويبدو أن من كتب الخطاب يتمتع بالخيال الخصب، فقد قال "ظهر السلام بين إسرائيل ومصر كإنجاز مستقر وصلب وبرهن رفعة الرغبة بالسلام عند الشعبين"!!
"السلام عند الشعبين"، هو تماماً ما عجزت اتفاقية بلغت الثلاثين من عمرها على تحقيقه: إصرار شعبى مصرى عتيد على رفض التطبيع مهما كان الثمن، فهناك كما يؤمن المصريون "أشياءٌ لا تشترى".
ويبقى السؤال: لماذا هذه الخطوة؟ لماذا تبادر السفارة الآن وفى هذا التوقيت المشحون بالغضب الشعبى والإعلامى وحتى الرسمى على ما حدث فى مجزرة غزة؟ لماذا تبادر ـ بكل وقاحة ـ بفتح باب الحوار مع الصحافة المصرية التى احتفت بالذكرى اليوم على طريقتها، فنكأت جراحا قد لا يعرفها جيل كامل؟
الصحافة التى خرجت صفحاتها مشحونة بالغضب ضد إسرائيل، وبموقف من الاتفاقية التى ربما أصبحت رؤية كثير من معارضيها الآن أوضح عما كانت عليه من قبل.. أما عن الموقف الشعبى .. فحدث ولا حرج : من خربت الكويز بيوتهم، ومن رفض تصدير الغاز، ومشاهد ضحايا غزة على الشاشات ... إلخ ؟!
خطاب السفارة، الذى ذيل بعبارة تشير إلى الاستعداد التام من جانب المكتب الإعلامى والعلاقات العامة للتواصل والتبادل الثقافى، مع أرقام التليفون والفاكس والبريد الإليكترونى، يحمل بأكثر مما ينبغى، فصحفيو مصر ليسوا فى حاجة للاطلاع على "إنجازات السلام المصرى الإسرائيلى " ! ولا لمعرفة طرق الاتصال بالسفارة.. فهم كما شعبهم يؤمنون بأن هناك "أشياءً لا تشترى".
موضوعات متعلقة..
السفارة الإسرائيلية بالقاهرة تتسول التطبيع فى الذكرى الـ30 لكامب ديفيد
اليوم السابع ينفرد بنشر وثائق وصور نادرة حول معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية