الشاعر أحمد فضل شبلول، يعيش فى الإسكندرية، وصدر له أكثر من 10 دواوين شعرية، بالإضافة إلى أدب الطفل وعشرات الدراسات النقدية والأدبية، ومن دواوينه "شمس أخرى ..بحر آخر" و "الماء لنا والورود" ومختارات شعرية بهيئة الكتاب بعنوان "بين نهرين يمشى"، كما حاز العديد من الجوائز منها جائزة المجلس الأعلى للثقافة ودرع مؤسسة البابطين، وترجمت بعض قصائده إلى أكثر من لغة
كان عنيدًا
يمتلكُ السِّحْرَ
وأنا ..
أمتلكُ الصبرَ
مع الإيمانْ
كان الإنسان الباهتُ
والصامتُ دوما
يجرى خلفى يوما
كى أُطْعِمَهُ من بَحْري
أو من نَهْري
كنتُ المالكَ للكونِ
وللحبِّ
لا أعرفُ غيرَ إلاهٍ واحدْ
وضميرٍ واحدْ
وسلامٍ دائمْ
ونبى خاتمْ
جاءَ الإنسانُ المتعدِّدُ
يصنعُ من عينيهِ ..
قنابلَ
من قدميهِ ..
مدافعَ
من فخذيهِ ..
جنودًا ومعاقلَ
من كتفيهِ ..
مصانعَ ..
ومنصاتِ صواريخْ
يلعبُ بالمريخْ
ويطيرُ إلى الوقتِ
فَيَنْسِفُهُ
ويُخَبِّئُهُ
فى ذاكرةِ النسيانْ
جاء الإنسانُ المتعدِّدُ
فرأيتُ الآلهةَ
وقد هبطتْ أرضا
تسجدُ للآلةِ والشيطانْ
تعبدُ كيمياءَ الألوانْ
تلبسُ أقنعةَ البهجةِ والأحزانْ
جاء الإنسانُ الأنبوبة
فتكاثرَ فى الأفْقِ الغربانْ
وانْطفأتْ أنوارُ الأرحامْ
انْكسرَ زجاجُ الأحلام
وامتدَّتْ فى الأرضِ
مزارعُ الاستنساخ
ومشاتلُ للإفْرَاخ
***
جاءوا لي
لمقايضةِ الشعرِ
مع الإنسانِ الآلي
لأتوئِمَ نفسي
وأبيعَ الأملَ البشري
بزجاجةِ أوهام
غنيتُ لمجدِ الإنسانْ
لربيعِ الفنَّانْ
يئسوا منِّي
فأنا أملكُ حسِّي
أملكُ تاريخي
لغتي
أملكُ بأسي
مازلتُ أغني
لليلِ ..
وللفجرِ ..
وللشمسِ
مازالتْ تلك الوردةُ
تَأْسِرُني
والدمعةُ
تَجرحُني
والبسمةُ
تُفرحُني
والموجةُ تحملُني
من أوزانِ المتداركِ
لخليج عربيٍّ
من شطِّ الأنفوشي
لسواحلَ مرسيليا
واستانبول
مازالتْ تلك الموجةُ تحملُني
والقرآنُ يجدِّدُني
واللون الأخضر يُبْهجني
مازالتْ أنثاى على فطرتِها
رغم نداءِ الذهبِ
ورغم حدائقَ زينتِها
لم تطلبْ منى
ـ وقتَ صفائى معها ـ
توأمةَ أنوثتِها
ولذا ..
فأنا ..
لا أخشى الإنسانَ
الهاربَ من ملكوت اللهْ
لا ..
أخشاهْ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة