أزعجنى وصف «خلايا حزبية حكومية نائمة» الذى أطلقه الزميل جمال فهمى فى جريدة الدستور على الزميلين حمدى رزق الذى تولى رئاسة تحرير مجلة المصور، وأنور الهوارى الذى تولى رئاسة تحرير مجلة الأهرام الاقتصادى، فهما ليسا من أعضاء الحزب الوطنى، وبدلا من أن يعتبر فهمى هذا الاختيار مؤشرا إيجابيا، قرر السخرية والطعن فى شرفهما المهنى والسياسى دون أى دليل.
كما أن المعنى المتضمن فى مقالة جمال بتاريخ 28-3-2009 يعنى أن باقى الزملاء تم اختيارهم رؤساء تحرير، لأنهم فقط أعضاء فى الحزب الحاكم، وهذا حكم غير دقيق، فمعظمهم مهنيون محترمون، ولكنه الطعن السياسى الذى أراد به جمال أن يقلل من قيمة زملاء، بسبب خلاف سياسي، بل ونقله إلى خانة الشخصى، فقال فى مقالته «أن الخدمة فى حزب الحكومة أو بعض جهاتها وأجهزتها كانت المؤهل والعامل الوحيد».
فهل يليق هذا الأسلوب فى الحوار؟
ثم من قال إن عضوية الحزب الوطنى عار، ومعارضته دائما شرف، فجمال يعرف أن فى كل الأحزاب، بما فيها الحزب الحاكم من يخدمون البلد بصدق وأمانة، وهناك انتهازيون فى الحزب الحاكم وفى أحزاب المعارضة يفسدون ويدمرون، وهو يعرف أكثر منى أن الأحكام الإجمالية خطر وغير إنسانية، فمن الصعب أن تحكم هكذا وببساطة على أى جماعة بشرية بالسلب أو الإيجاب... فليس مهما أين أنت، ولكن المهم هو ماذا تفعل.
الأمر الثانى أنه ليست هناك مشكلة فى أن ينتقد جمال هيمنة الحزب الحاكم على هذه المؤسسات الصحفية التى يملكها المصريون، ولكن لماذا لا ينتقد ولو لمرة واحدة الأوضاع المتردية فى الصحف الحزبية بشكل خاص والكثير من الصحف الخاصة، فإذا كان لا يريد فعل ذلك لأنه يعمل فى جريدة العربى المعارضة، ويكتب فى جريدة الدستور الخاصة المعارضة، فواجبه كعضو مجلس نقابة الصحفيين يحتم عليه أن ينتقد الأوضاع السيئة فى كل المؤسسات، فليس منطقيا أن نطالب بالعدل هنا ونصمت عن الظلم هناك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة