ماذا يحدث فى رؤوس العباد وإلى أى الطرق يتجهون.. من المؤكد أن فيروسا غريبا عنا وعن الوطن وعن كل المثل والأخلاق المعروفة لدينا فى هذا البلد العريق قد أصاب قطاعا كبيرا من أهل الفكر والدين.. الواحد منا قد نشأ فى مناخ علمى يتميز بسعة الأفق وبرحابة الصدر وبعمق النظرة فخرجت كل التفاسير والتأويلات للناس سليمة ومرشدة إلى الطريق المستقيم وليس فيها تشدد أعمى أو مفاهيم غريبة.
تعالوا نسأل انفسنا بكل صراحة هل عبارة «صدق الله العظيم» بدعة ويطبق عليها الحديث النبوى الشريف الذى يقول كل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار، هل هذا منطق؟ كيف لشخص أن يكون لديه القلب والمقدرة النفسية والإيمانية على أن يتفوه بهذا التأويل الغبى والعبارة كلها خير ونور فهى تصف الله بالصدق وبالعظمة، هل هناك أعظم من هذا... لقد قالها وسمعها السلف الصالح كله، ولم يعترض عليها أحد إلا فى هذا العصر الذى تحجرت فيه بعض العقول ومرضت.
والغريب أن الغالبية العظمى ممن يتحدثون فى أمور الدين لم يعترضوا على هذا ولكنهم بقدرة قادر اتفقوا أن يسقطوا هذه العبارة النورانية من كل أحاديثهم، كأنه قد وصل إليهم أمر بعدم استخدام هذه العبارة ففعلوا دون سؤال واحد؟! أليس الثناء على الله سبحانه وتعالى فرضاً أم أن الامور تغيرت هذه الأيام؟، وهذه العبارة تقال لتأكيد صدق الآيات الربانية التى نزلت على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما الجريمة الحقيقية فهى التصوير والتشبيه الحقير للذات الالهية الذى كتب فى شىء سموه قصيدة.
إنه جريمة لأنه قول يهين عقيدة جموع المصريين، هل الفكر لا يعد فكراً والفن لا يعد فنا إلا إذا انحط لهذه الدرجة من التعبير الرخيص، ماذا حدث لأهل الفكر فى هذا البلد هل هانت عليهم عقيدة كل المصريين وقد كانوا من قبل يدافعون عما يهاجمونه اليوم، أما الذين يتشدقون بحرية التعبير فعليهم أن يعرفوا أن حرية التعبير لا تمس المقدس، ولكنها تتعامل مع أمور الدنيا من سياسة واقتصاد وفن وثقافة، أما المقدس فيظل مقدسا ولا يتحول النور إلى ظلام ولا الحق إلى دعابة.
إن هذه فعلة مرفوضة وقول كاذب غير طاهر، فالذات المقدسة فوق كل ذلك إنه أعلى وأسمى، فمن لا يرى هذا فعليه أن يتوب إليه مما قاله ويمحى ما كتب.
والسؤال الآخر هو أين الدولة ووزارة الثقافة من ازدراء الأديان ومن أحكام القضاء؟ إن الاستهانة بالمقدسات تصيب القلب بالحزن وتضع على كاهل المسئولين مهمة كبيرة.. الفصل فيها بما يرضى الناس وخاصة البسطاء مثلى الذين دمعت أعينهم مما قرأوا.. ولقد قال سيدى أبوحسين على بن هند رضى الله عنه: «استرح مع الله ولا تسترح عن الله فإن من استراح مع الله» نجا ومن استراح عن الله هلك والاستراحة مع الله تروح القلب بذكره والاستراحة عن الله مداومة الغفلة»
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة