جوائز الدورة الأخيرة للمهرجان القومى للسينما مبهجة، ففى تقديرى حصل عليها من يستحقها، ولكن الأكثر بهجة بالنسبة لى هو فوز صديقين عزيزين، هما بلال فضل بجائزة السيناريو عن فيلم "بلطية العايمة"، وأحمد رشوان بجائزة أحسن إخراج عن فيلم "بصرة"، كما أننى اعتبر أن على رجب الفائز الأكبر، فقد حصل فيلمه "بلطية العايمة" على أربع جوائز دفعة واحدة، فكان من المستحيل الفوز بكل هذه الجوائز، لولا أن هناك مخرجا موهوبا وراء هذا العمل.
أسباب فرحتى بالثلاثة بلال وعلى وأحمد كثيرة، أولها أنهم صدقوا حلمهم وآمنوا به، وحاربوا من أجله ولم ينهزموا، حلم أن يكونوا مؤثرين فى هذه الصناعة الصعبة والمعقدة، أقصد صناعة السينما، فالتواجد فيها ليس سهلا، والثلاثة بدأوها من الصفر، بل ويمكن القول من تحت الصفر، فلم يكن أحدا مالكا لثروة أو سلطة، أى لم يكن معه المال لينتج لنفسه، ولم يكن لهم خال أو عم صاحب نفوذ، فهم لا يملكون سوى موهبة استثنائية وصبر استثنائى، منحهم كل هذا النجاح، وكانت العقبات رهيبة، وكان من الممكن أن تجعل أيا منهم يكفر بنفسه وبالسينما، بل وبالبلد كلها.. ولكنهم لم يفعلوا، وهذا يذكرنى بمقولة قرأتها أخيرا، لا أتذكر اسم كاتبها، تؤكد أن الموهبة العظيمة ما هى إلا صبر عظيم.
عاكست الظروف الصعبة بلال وعلى أكثر من غيرهما، فقد طالتهما اتهامات لا أول لها ولا آخر، وتحول اسميهما فى فترة من الفترات إلى أن أصبح مرادفا لإفساد السينما، بل ولإفساد المصريين "كلهم على بعض"، وكأن اسميهما رجسا من عمل الشيطان. ودعك من الاختلاف أو الاتفاق حول أفلامهما، فهى أمر طبيعى، حتى أنا نفسى كتبت أكثر من مرة منتقدا بعض أعمالهما، ولكن الأمر كان أصعب من مجرد نقد هنا وهناك، ولكنى شعرت فى فترة أن المطلوب هو إزاحتهما من السوق "كله على بعضه"، مطلوب إزاحة هذه الطريقة فى السينما، مرات بسبب مصالح ومرات بسبب تصورات سينمائية تريد أن تسيطر وتهيمن، ليس لأنها الأفضل، ولكن لأن هناك من يروج إلى أن هذا هو ما يجب أن يشاهده المصريون، فى حين أن ملايين المشاهدين كانوا يتهافتون على أفلامهما.
مبروك يا على.
مبروك يا بلال
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة