أشرقت سماء مصر اليوم حزينة على وفاة محمد علاء حسنى مبارك، الذى لم يتخطَ عامة الرابع عشر.. فكيف تفرح ورئيسها قلبه مكلوب بسقوط بسمة، كم أنارت حياته شقاوة ولعباً وهناءً.
حفيده الذى كان يراه بسمة حقيقية خالية من الرياء أو التملق.. فهو الجد الذى تهفو أنفاسه فرحاً بحفيده حين يداعبه، ويخفق قلبه ألماً وهو يراه يتألم.. يتمنى أن يمد يديه ويمسح عنه آلامه، ولكن القدر غافله وسرق محمداً منه.
إنها إرادة الله أن يمنحنا البسمة فى أُناس نحبهم، وهو أيضا من يمنحنا الصبر والسلوان على فراقهم، فعزاء واجب لهذا الجّد محمد حسنى مبارك، الذى تحمل قسمات وجهه رحيق مصر بأصالتها وحنوها، وعين الوطن الساهرة فى رعاية حفيده.. وعزاء واجب لسيدة مصر الأولى التى تركت كل شىء خلفها، وباتت ساهرة على حفيدها تتأمل قسمات وجهه وتدعو له بالشفاء.
بمجرد نشر الخبر انهالت التعليقات التى تعبر عن طيبة شعب مصر.. الأصالة ترسم سلوكياته والرحمة تحفر مجراها فى قلوبهم، فبات الفقير والغنى يرسل له الأمنيات بالشفاء، وأمهات وعجائز تدعو له الدعوات وتتلو الأدعية بأن يزيح عنه الغمة ويشفيه، لكن القدر غافل الجميع وزحف الموت بقسوته وجموده، ليختطف زهرة بيت الرئيس ويبدل ملامح الأمل فى وجهه إلى ملامح حزن يئن لها الناظر، غافلنا جميعاً الموت كعادته، حين يجثو متسلسلاً ليختار من بيننا أحن القلوب وأجمل الابتسامات.
محمد علاء حسنى مبارك كان الحفيد الأكثر قرباً لقلب جده، فهو أول من رأت عينه، وأول من حبا على قدميه، وأول من ألبسه زى الضابط، والتقط معه الصور التذكارية، لتعكس الصور الجانب الخفى الذى منحه الله لرئيسنا حين تلمع عيناه بالابتسامة وتدمع عيناه من كثرة الضحك.
الموت يدخل متخفياً ويخرج وسط عويل القلوب وحسرة الأمهات، فكم من أم فقدت طفلها ومنحها الله الصبر وأعطها عوضاً لها، فالله يدرك مأساة الفراق وفعل الحزن، الموت لا يمكننا إيقافه.
فأمل خيراً رئيسى، وتذكر أن الله أخذ أمانته، فهو فى رعاية من لا يغفل، هو عند خالقه العزيز القهار، أمانة استردها صاحبها، فأدعو له أن يسكنه الله فسيح جناته، فهو لم تلوث براءة طفولته، عاش طفلاً ورحل شهيداً يشفع لمن أحبهم بالغفران.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة