من نصدق أنه المعبر عن الإسلام؟ الدكتور حمدى زقزوق وزير الأوقاف الذى طلب من المسلمين زيارة المسجد الأقصى بالقدس، أم الدكتور يوسف القرضاوى الذى حرمه من إسطنبول، والمشكلة أن كلاهما يتحدث من على أرضية الإسلام.
الأول الدكتور زقزوق، الذى أكد أن الهدف من دعوته هو أن يعرف العالم أجمع أن احتلال القدس قضية إسلامية وليست قضية الفلسطينيين وحدهم. وقال فى ندوة "القدس من المنظور الإسلامى" التى عقدت منذ حوالى أسبوعين، مثلما يحج المسلمون إلى بيت الله الحرام فى مكة المكرمة يجب أيضاً أن يزوروا القدس والمسجد الأقصى بمئات الآلاف سنوياً، حتى ولو بتأشيرات إسرائيلية، وبهذا نجبر العالم على الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية.
وأضاف الدكتور زقزوق سبباً آخر لموقفه هو أن قوات الاحتلال الإسرائيلى تقوم بعمل حفريات أسفل المسجد الأقصى، وتسعى بكل قوة لتهويد القدس وسط صمت إسلامى وعربى ودولى وانقسامات بين الفلسطينيين أنفسهم، وتحتاج العون الإسلامى.
أما الدكتور يوسف القرضاوى فمن إسطنبول، حيث يعقد مؤتمر "من أجل نصرة دائمة لفلسطين"، فقد أكد بحسم، حسبما نشرت جريدة الشروق، أن زيارة القدس حرام بكل المقاييس الآن، وتؤدى إلى تضييع قضية القدس.
وهو ما أكده أيضاً الشيخ راشد الغنوشى رئيس حركة النهضة بتونس فى ذات المؤتمر الذى عقد فى تركيا، أن زيارة القدس تحت الاحتلال محرمة، لأنها ستتم بموافقة السلطات الإسرائيلية، وهو ما نرفضه تماماً، وقال فى حالة الحرب لا يجوز على الإطلاق زيارة الدولة المحتلة، مشيراً إلى أن الزيارة اعتراف بإسرائيل شرعاً وتضييع لأوقاف المسلمين.
ولم يكتف الدكتور الغنوشى بذلك، ولكنه قال إن مساعدة المقدسيين تكون بدعمهم مالياً ونفسياً ونشر جرائم تهويد القدس على الأقل.
رغم أن الدكتور زقزوق لم يستخدم تعبير الحلال والحرام، لكن من الواضح أنه يعتبر زيارة القدس حلال، فهل يمكننا أن نعتبر موقفه هو موقف الإسلام أم موقف الدكتور القرضاوى ومعه الغنوشى؟
هل يمكننا أن نعتبر أن موقف كل واحد منهم هو اجتهاد يخصه وحده، يخطئ ويصيب، ولا علاقة له بالدين؟
ألا يتواضع علماؤنا قليلاً ويقولوا إن هذه آراؤهم الشخصية، ويبعدون عنها الحلال والحرام وديننا الحنيف؟
ثم إذا كانت هذه مواقفهم فى النهاية، وهى مواقف سياسية فى الأساس، فلماذا لا نجنب هذا الدين العظيم أن يكون موطناً لأسهم مجاهل الخلافات السياسية التى لا يمكن حسمها بالحلال والحرام؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة