نقلاً عن العدد الأسبوعى
أصبح من المعتاد أن يرتبط اسم منتصر الزيات المحامى بكل التنظيمات الإسلامية، فمنذ أواخر السبعينيات ارتبط اسمه بهذه التنظيمات كمتهم شملته قرارات الاتهامات فى أكثر من قضية بدأت عام 1981 أما الآن فهو أيضا حاضر فى مثل هذه القضايا، ولكن هذه المرة يرتدى روب المحاماة ليدافع عن المتهمين فى ذات القضايا، الزيات ارتبط بالتيار الإسلامى منذ أن كان المتهم الرئيسى فى قضية الانتماء لتنظيم الجهاد عام 1981 وقضى فى السجن ثلاث سنوات، وبعد الإفراج عنه عام 1984 تبدلت الأدوار وصار منذ ذلك التاريخ المحامى الأشهر لكل التنظيمات الإسلامية ليس فى مصر فقط، ولكن أيضا خارجها، فهو محامى الأب الروحى للجماعات الإسلامية الدكتور عمر عبدالرحمن المسجون حاليا فى الولايات المتحدة الامريكية، وأيضا رئيس هيئة الدفاع عن رجل الدين أبوعمر المصرى إمام مسجد مدينة ميلانو، كما شارك فى الدفاع عن سيد نصير قاتل الحاخام اليهودى المتطرف عام 1991.. واختاره عدد من سجناء جوانتانامو للدفاع عنهم باعتباره الأكثر إلماما بظروفهم، فقد شرب من نفس كأس الاعتقالات أكثر من مرة بدأت عام 1986 مع الشيخ عمر عبدالرحمن، وعام 1987 ثم عام 1994، وهى المرة الأخيرة التى دخل فيها السجن مع 70 محام آخرين بعد احتجاجه على مصرع رفيق دربه عبدالحارث مدنى.. لهذه الأسباب كان منتصر الزيات مطلوبا من قادة وأعضاء التيارات الإسلامية على مختلف توجهاتها ليكون مدافعا عنهم أمام المحاكم المدنية والعسكرية، وطاعنا على قرارات اعتقالهم.
ولم تكن صدفة أن يختاره سامى شهاب الدين، المتهم الأول فى تنظيم خليه حزب الله التى تخضع للتحقيق الآن أمام نيابة أم الدولة، ليدافع عنه ويحضر معه جلسات التحقيق، لثقة شهاب بأن الزيات هو الأجدر والأصلح لتولى هذه المهمة، لسابق خبرته الطويلة مع قضايا أصعب وأخطر من خليه حزب الله.
الزيات الذى بات خبيرا فى شئون الجماعات الإسلامية وتنظيمات الإسلام السياسى، يملك أدوات كثيرة مكنته مرات كثيرة من الحصول على البراءة لمتهمين وهو ما أذهل المراقبين، خاصة أولئك المتهمين بقتل الدكتور رفعت المجحوب، رئيس مجلس الشعب الراحل، ونجح ببراعة فى الحصول على البراءة لجميع المتهمين فى القضية، والتى نشر الزيات الكثير من أسرارها فى مؤلفه الشهير «من قتل المحجوب» عام 1993.
ورغم انشغال الزيات بقضايا التنظيمات الإسلامية.. فإن ذلك لم يمنعه من خوض معارك الحياة العامة، خاصة فى نقابة المحامين التى شغل فيها مقعدا فى مجلسها لدورات متتالية.. بل هدد عرش المتصارعين على مقعد النقيب.. لكنه تراجع وانسحب من السباق برغبته، بعد أن استشعر أن المعركة الانتخابية ليست نزيهة لأن منافسيها انحدروا إلى مستنقع التشكيك والحوار المتدنى.. وآل على نفسه عدم استخدام نفس الأسلوب، فقرر الانسحاب مترفعا عن منصب يناله بوسائل غير أخلاقية، مؤكدا أن خدمة زملاء المهنة لاتحتاج كرسى النقيب أو مقعدا فى مجلس النقابة.
الزيات ليس محاميا فقط، لكنه يمتلك أدوات الكتابة والتأليف وله إصدارات بلغت ثمانية كتب أغلبها حول تجربته الذاتية فى الجهاد والمراجعات.. ويعد كتاب «أيمن الظواهرى كما عرفته» الذى صدر عام 2001 هو أهم مؤلفات الزيات، وفيه تولى الرد على كتاب الظواهرى «فرسان تحت راية النبى».. ويستعد الزيات الآن لإصدرات جديدة تكشف خفايا جديدة وأسرار عديدة فى القضايا التى كان فارسها الأول، والتى هزت الرأى العام داخليا وخارجيا، ولن تكون قضية تنظيم حزب الله الأخيرة بعيدة عن قلمه، لأنه يملك فيه أسرار جديدة لم يكشف النقاب عنها منتظرا كلمه القضاء، وكذلك قضية تنظيم «جيش الإسلام» الفلسطينى المتهم الرئيسى فى تفجيرات الحسين فى فبراير الماضى، وسوف يرد فى هذه المؤلفات على السؤال الحائر دائما بين كل الخبراء وهو: هل هناك علاقة بين هذا التنظيم وتنظيمات أخرى محلية وتنظيم القاعدة؟ وهو السؤال الذى مازال المنظرون وأصحاب الرؤى المختلفة عاجزين عن إجابة محددة، ولكن الزيات قادر على أن يجيب ويقدم بالأدلة الإجابات حول هذا السؤال والعديد من التساؤلات الأخرى.
عبد الفتاح عبد المنعم
منتصر الزيات.. والقاعدة... وأسرار تنظيم حزب الله
الثلاثاء، 26 مايو 2009 02:41 م