من منا يستطيع أن يتخيل أثناء مروره بمحطة مصر أو ميدان رمسيس حاليا، أن هذا المكان كان يربض فيه القطار الملكى للوالى، وعلى الجانب الآخر من المحطة يوجد أيضا موقف لحمير الأجرة والملاكى، وبين المحافظات أيضا، كما أنه لن يتخيل أحد أن شوارع القاهرة التى تعج بالسيارات الآن دون موضع لقدم، كانت تمتلئ فى الأعوام الماضية بالخيل والبغال والحمير والجمال، وكانت الأخيرة هى الوسيلة الأفضل فى وقت الفيضان حيث النيل يغرق ما حوله.
"الالاى" كان ثانى وسائل النقل العتيقة، وكانت صورة ملكية "لليموزين" فهى عربة يجرها حصانان ويسير أمامها اثنان من الخدم يخليان الطريق، أما الأمر الأغرب فكان فى واقعة أول سيارة بموتور تسير فى شوارع القاهرة عام 1902، وقد أمرت الحكومة آنذاك بمنع التجول فى الشوارع التى تسير بها السيارة، ثم تأتى بعد ذلك أول دفعة أتوبيسات تنقل الأفواج السياحية إلى الأهرامات عام 1931 ، ثم جاء بعدها الترام الذى كان وسيلة نقل جماعية شعبية تشهد زحاما شديدا.
ويبدو أن ما لحق بوسائل النقل كان أيضا نوعا من الرحمة للطرق والشوارع والتى شهدت بدورها تطورا هائلا عن طريق الرصف والتزيين والأسوار المنخفضة والتفوق المعمارى، كما فى محطة مصر، وكانت النظافة عنوانا دائما لهذه الشوارع، فقد كان بعضها يتم غسله يوميا، وهذا يوضح الفارق، فبعد أن كانت وسائل النقل البدائية تسير على طرق وفى ميادين جميلة ومتزينة، أصبحنا نرى الآن سيارات جميلة ووسائل نقل حديثة تسير فى طرق قذرة وميادين متهالكة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة