لم تكن علاقتى به تتعدى كونه كاتبا كبيرا، سواء فى المسرح أو السينما أو التليفزيون، وأيضا لكونه صديق والدى.
لا أنكر أننى كنت ولازلت معجبا بأفكاره واتجاهاته، وبالتالى بأعماله المختلفة، ولكنى كنت دائما أتوخى الحذر منه، فهو من نوعية الأشخاص الذين تجدهم عند المصافحة جادين وصارمين، وعند الحديث حادين إلى حد ما، لدرجة تجعلك تستشعر منه الغرور، أضف إلى ذلك كلام الناس وإشاعاتهم المصحوبة بروايات مثل أن فلانا قد صفع أحد الشخوص على وجهه عندما تجرأ وقام بنقد عمل له، وأن الأستاذ رفع قضية على النجم الكبير بعد أن قام بتغيير جملة ضمن أحداث الفيلم الذى كتبه، وهكذا.
شاءت الظروف أن أقترب منه، وكان لا مفر، حيث إننى رشحت للقيام بدور البطولة فى مسرحية من تأليفه، اتصلت به تليفونيا على مضض، وكنت متوجسا للغاية، فأنا لا أعلم ماذا سيكون رد فعله من مكالمتى.
للحق كان ظريفا ولطيفا للغاية معى طول مدة المكالمة التى امتدت لأكثر من خمس عشرة دقيقة، واتفقنا فى نهايتها على مقابلة تجمعنا أنا وهو ومخرج العرض مساء اليوم التالى للمكالمة.
كالإنجليز وجدته فى موعده تماما أمامى بالمطعم، وكان مبتسما ولكن جاد وصارم كما سبق وذكرت، جلسنا لبضع ساعات، امتدت لصباح اليوم التالى، ولا أخفى عليك عزيزى القارئ أن هذه الساعات مرت بنا بسرعة البرق، واكتشفت هذا الرجل الذى أقر وأعترف بأننى لم أكن أعرفه على الإطلاق، وتغيرت الصورة التى كانت مرتسمة فى ذهنى، بل وتحولت إلى النقيض تماما مع أيام عشرتنا وسهراتنا التى تكررت لمدة شهرين لم أشبع من جلساته إلى الآن.
أصبح صديقى علما بأنه يكبرنى بثلاثين عاما، فماذا تريد من صديقك سوى الطيبة والجدعنة الممزوجة بكبرياء العظماء وثقافاتهم الواسعة.. إنه رجل متواضع وبعيد كل البعد عن الغرور.. إنه شديد الحنان والصدق عكس مايظهر عن بعد.. إنه شخص متصالح مع نفسه، ولا يحمل الكره لأحد.. إنه صريح وواضح وضوح الشمس.. إنه مفكر خفيف الظل دون تصنع.. إنه صديقى لينين الرملى الذى عرفته وعاشرته فكتبت تلك السطور.
ملحوظة: لقد تم وقف العرض الذى اقتربت من الأستاذ لينين الرملى بسببه، ولكن صداقتنا مازالت قائمة، ولم ولن تتوقف.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة