مكتبة الأسرة مشروع ثقافى مهم بدأ كبيرا فى 1994، وأعلن الدكتور ناصر الأنصارى عن بدء العام الخامس عشر فى المشروع بعد زيادة الميزانية إلى 12 مليون جنيه، وإصدار 200 عنوان بإجمالى 1.5 مليون نسخة فى المشروع، لذاك كان يجب أن نسأل: كيف يرى المثقفون مكتبة الأسرة فى عام 2008، توجهنا بهذا السؤال إلى عدد من المثقفين الذين أكدوا جميعهم أن المشروع تراجع كثيرا عن ذى قبل، وفقد رونقه، ويسير بعجلة الدفع الذاتى.
الروائى محمود الوردانى يقول على الرغم مما كان يشاع عن الراحل سمير سرحان رحمه الله من تجاوزات إلا أن الحقيقة أنه كان فى عهده مشروع اسمه مكتبة الأسرة قدم الكثير للثقافة المصرية والعربية، وخصوصا الموسوعات التى نفذت والأعمال الضخمة المتعلقة بصناعة الثقافة الثقيلة.
لكن العام المنقضى من المشروع يراه الوردانى "لا حس ولا خبر"، متسائلا هل المشروع استنفذ أغراضه ونفذ أجندته المطلوبة منه من قبل الدولة فى عهد سمير سرحان، كما يشير الورادنى إلى أن الأمر كله غامض والميزانيات الموضوعة لا نعرف عنها أى شىء، ولا اللجنة المسئولة عن المشروع إلى درجة أنها سر حربى لا نعرف "هم عايزين يخبوا عننا إيه".
الشاعر عبد المنعم رمضان يقول: المشروع أصبح مسنا جدا والفرحة الأولى به تراجعت مع موت سمير سرحان الذى صدرت فى عهده موسوعة مصر الفرعونية وقصة الحضارة وتاريخ الأندلس، سواء من حيث الكميات الكبيرة أو العدد السنوى للكتب، إلى درجة أننا كنا نرى مكتبة الأسرة ونتخاطفها، والآن لا نجد العناوين التى نتخاطفها أصلا.
"رمضان" يشير إلى أنه لو استمر المشروع على وتيرته الأولى لرأينا كتبا مهمة مثل الأغانى وتاريخ الطبرى وغيرها من الكتب التى ينبغى أن تصل للناس، لكن ما يحدث الآن هو أن المشروع أصبح مجرد كتب صغيرة لا تعنينا كثيرا، مؤكدا أن هذا فقط غرضه إرضاء الصغار، لكى يدخلوا حظيرة وزارة الثقافة.
ويؤكد "رمضان" أنه لا امتياز مطلقا لمكتبة الأسرة فى أن تنشر لإبراهيم أصلان والبساطى وغيرهم، لأننا نستطيع الحصول على أعمالهم بسهولة، وأن المشكلة أن المشروع لم يعد يقدم لنا الكتب التى لا تقوم بها إلا الصناعة الثقيلة، كما ينفى رمضان كون الهيئة تصدر 7000 نسخة من العمل قائلا: السوق يكشف والكتب غير موجودة، مما يدل على أن عدد المطبوع لا يزيد على ألفين على أقصى تقدير.
الدكتور حامد أبو أحمد أستاذ الأدب بجامعة الأزهر، يعتبر أن المشروع بأى حال من الأحوال مكسب، لأنه ينشر الكتب بأسعار زهيدة يستطيع الناس شراءها، وأحيانا توجد كتب فى غاية الأهمية، ولكنه يشير إلى العلاقات الشخصية تتدخل أحيانا وتنشر كتب رديئة ضعيفة لا قيمة لها ولا تستحق أن تنشر رغم صدورها فى أكثر من جزء، ورفض أن يذكر نماذج لهذه الكتب قائلا "حتى لا أسىء إلى أحد".
الشاعر شعبان يوسف يؤكد أن المشروع خفت كثيرا عن ذى قبل، ولم نشعر به العام الماضى مطلقا، وكأنه لم يكن له وجود وأصبح بطيئا لدرجة أنه "تاه" فى وسط دور النشر الصغيرة التى نتابع إصداراتها أكثر مما نتابع المشروع نفسه، كما يستدل "يوسف" على التراجع بقوله "اللافت للنشر أنه لا يوجد كتاب صادر عن المؤسسة الرسمية وخاصة مكتبة الأسرة فاز بإحدى الجوائز التى أقيمت فى السنوات الأخيرة، وهذا دليل على أن المسئولين يختارون الكتب الآمنة والكتابة المحافظة"
يوسف يعد أن ناصر الأنصارى رئيس هيئة الكتاب "حنط" هذا المشروع وغيره من مشروعات هيئة الكتاب، وقلل من مكافآت النشر به، ولم يصبح عليه هذا الإقبال الذى كنا نراه من قبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة