مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قلت لزوجتى بجدية بعد مباراة مصر وأمريكا، إننى لن أشاهد مباريات كرة قدم مرة أخرى، فقد توترت وحزنت بدرجة لم أتصورها، و"الحياه مش ناقصة" و"كل واحد فيه إللى مكفيه".
ثم إننى لست كائنا كرويا، وآخر عهدى بالمباريات كان فى زمن الخطيب. ومن وقتها لا أهتم بأية مباراة حتى لو كانت لمنتخب مصر، وهذا يدفع صديقى المستشار حسام مكاوى لعتابى بشدة، "دى مصر .. لا أهلى ولا زمالك".. وهو بالطبع محق.. كما أنه محق فى أننى حرمت نفسى طوال هذه السنوات من متعة جماهيرية.
ربما يكون السبب هو أننى من جيل سياسى ترسخ لديه قناعة أن السلطة الحاكمة صنعت وتستخدم هذا الهوس الكروى لإلهاء الناس عن مشاكلها الحقيقية. ولكنى اكتشفت متأخرا أن هذه كذبة كبيرة، فالناس الآن تتابع مباريات الكرة وتنفعل وتصرخ وتبكى، وفى الصباح يخرجون للاحتجاج على ما يتصورونه ظلما وإهدارا لحقوقهم. فهذا الربط الخائب كان وما زال وراءه مجموعة سياسيين فشله، لا يستطيعون جذب الناس إلى خطابهم، ولأنهم لا يعرفون فضيلة النقد الذاتى، فمن الطبيعى أن يلقوا بأخطائهم على الجماهير التى ضحكت عليها السلطة الحاكمة "بشوية كورة".
الحقيقة إن حب البلد جمعنى مع كل المصريين. ولأننى لا أفهم فى الكرة، استمعت بانتباه لتحليلات زوجتى الصائبة، وكانت مفاجأة لى أن لديها كل هذه الخبرة والعمق، وشكرها واجب، كما استمعت بانتباه أيضا لرأى الخبراء على شاشات التليفزيون. ولكنى أعتقد أن هناك شيئا ناقصا" وإذا كنت مخطئا أتمنى أن يصحح لى القارئ الكريم.
يوجد تفاوت هائل فى أداء منتخبنا القومى من مباراة إلى أخرى، وفى الغالب هذا يعنى أن المشكلة الأساسية ليست فى اللاعبين والجهاز الفنى بقيادة حسن شحاتة، فلديهم مهارات عالية، ولذلك استطاعوا الصمود أمام البرازيل، وهزيمة إيطاليا. ولا أظن أيضا أن المشكلة ـ رغم خطورتها ـ فى الاتهامات الأخلاقية التى نشرتها بعض الصحف فى جنوب أفريقيا.. فهذا أمر يجب أن يخضع للتحقيق.
أظن أن هناك خطأ ما فى النظام الإدارى، وأظن أن هذا هو ما يحتاج إلى نقد ذاتى حقيقى وتطوير، فمهما كانت عبقرية فرد هنا وهناك، فمن المستحيل أن ينجح دون وجود مؤسسة لها "راس من رجلين"، وقادرة على التقدم الدائم للأمام.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة