انقبض قلبى عندما أنهى الفنان محمود عبدالعزيز مكالمته لبرنامج العاشرة مساء مخنوقا بالبكاء، كان يتحدث بحرقة عن الرعب القادم مما نسميه «العشوائيات»، بشر بلا عمل، بلا مستقبل، بلا أى شىء.. ومن ثم فغضبهم، لا قدر الله لو حدث، سيكون فوضى ستحرقنا جميعا.
كانت المناسبة هى فيلم «إبراهيم الأبيض».. صحيح أن هناك الكثير من الأفلام والدراسات والأقلام حذرت طوال سنوات وسنوات وطالبت بوضع خطط عملية لإنهاء هذه المعاناة، ولكن ربما يكون هذا الفيلم هو الأكثر تعبيرا عن بشاعة طاقة العنف الكامنة فى قلوب ناس، قرر هذا المجتمع بلا رحمة أن يحرمهم بقسوة من حقهم فى الحياة.
كان صديقى الصعيدى الأستاذ فتحى الصومعى قد انتقد تفاؤلى بأن «البلد بتطلع لقدام» الذى كتبت عنه فى العدد الماضى، رغم أنه يوافقنى بأن المصريين أدركوا أن الحل الوحيد لمشاكلهم هو الاحتجاج السلمى الديمقراطى، وأن هذا الطريق الطويل سيعيد توزيع الثروة والسلطة فى بلدنا، وسوف يصون حرية التعبير والتنظيم. لكن الصومعى نبهنى إلى أننى نسيت فئات، للأسف نسميها عشوائية، لا يجمعها رباط مهنى أو تنظيمى، ومن ثم فهم لا يعرفون الاحتجاجات السلمية، وغضبهم، لا قدر الله لو حدث، سيكون فوضى حارقة.
وهنا دعنى أصارحك بأننى لست متفائلا بأن السلطة الحاكمة، ومعها الفئات المستفيدة من الأوضاع الحالية وعلى رأسهم رجال الأعمال، منتبهون للرعب القادم، رغم أنهم أصحاب المصلحة فى أن يكون المجتمع مستقرا، فلا أرباح ولا حتى حياة فى بلد تهدده الفوضى.
ربما يكون الأمل فى أن تشكل هذه الفئات منظماتها التى تعبر عن مصالحها، ويأتى هنا أهمية تأسيس أول اتحاد للعاطلين، وأتمنى أن تكون هناك اتحادات أخرى وأخرى. وقد صارحت منسقه الأستاذ حسام الحداد بتخوفاتى أن يختطف السلطة أو معارضوها هذا الاتحاد الوليد، ويضيع دوره الأساسى.. ولكنه طمأننى بأنهم يتفاعلون مع كل الأحزاب، بما فيها الحزب الحاكم، لأن القضية فى رأيه، وهو محق، قضية قومية. تعالوا نساند هذا الحلم، لأنه يمكن أن يحول طاقة الغضب المدمرة إلى طاقة تغيير وتطور لبلدنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة