تامر عبدالمنعم

الساحر.. أوباما

الإثنين، 08 يونيو 2009 03:31 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما للأمة الإسلامية مجرد خطاب بقدر ما كان وثيقة تعارف بينه وبين الأمة الإسلامية والعربية، فقد استشعرت عند مشاهدتى لهذا الخطاب بقدر كبير من حسن النية من قبل الطرفين أوباما من جهة والحضور اللذين يمثلون شرائح وطوائف ونماذج مختلفة من الشعب المصرى من جهة..

جاء خطاب أوباما بمثابة شرح دقيق لمنهج سينهجه خلال فترة رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية، هذا المنهج فى اعتقادى وتقديرى الشخصى منهجاً إن انحاز لشىء فقد انحاز للإنسانية وقيمة السلام بين الشعوب وللغة الحوار والتفاهم، شعرت بمصداقية هذا الرجل ورغبته الشديدة فى تحقيق ما تفوه به عن اقتناع وإيمان حقيقى وجاء تصفيق جمهور قاعة احتفالات جامعة القاهرة وهتافهم له أكبر دليل وبرهان على مصداقيته من جانب وعلى رغبة الحاضرين واقتناعهم به من جانب آخر.

كان احترام الآخر والإحساس به مبدأ واضحا ومتبلورا فى خطاب أوباما وكانت روح العدالة وعدم الانحياز وعدم العنصرية والمنطقية الشديدة من سمات خطابه الذى أسكنه قلوبنا.

لم يقدم وعودا بقدر ما تحدث فى تلقائية عن حلمه لعالم أفضل، لم يظهر متحمساً أو مغروراً على الإطلاق بل كان هادئاً مرتباً أفكاره ومحاور بعينها وتحدث إلينا فى طلاقة دون ورقة واحدة فى تواضع شديد وحضور طاغٍ تفوق فيه على نجوم السينما.

رفض قمع الأفكار أى أفكار مؤكداً على أن القمع لا يؤدى إلى منع الأفكار والتيارات، أعلن احترامه للمرأة التى لا تعمل بقرار نابع من داخلها، ولكنه كان حريصاً على أن تتعلم، مؤكداً على عدم وجود مبدأ المساواة من دون تعلم المرأة.

أعلن عن عدم تدخل الولايات المتحدة الأمريكية فى شئون وسيادة الدول الأخرى، مما يعد صفحة جديدة مع العالم العربى قائمة على التحضر والاحترام.

وجه رسالة للعالم على مدى خطورة الإرهاب ودعا الجميع للتصدى له من دون غطرسة وانفعال، كما دعا فى دبلوماسية شديدة إلى حظر الأسلحة النووية واستخداماتها الضارة.

إن خطاب أوباما بالقاهرة أذاب الجليد وطوى صفحات عديدة وأجاب على استفسارات من أهمها إعلانه أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست فى حرب على الإسلام والعكس صحيح وتشديده على رغبة أمريكا فى إقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية ورفضه للاستيطان وانتهاك حقوق الشعب الفلسطينى وذلك على الرغم من تصريحه بأن علاقة بلده مع إسرائيل علاقة قوية!!

لقد قدم أوباما حُسن النية وأعتقد أنه وأعتقد أنه شعر برد الفعل الإيجابى معه الذى من المفترض أن يبدأ معه هذه الصفة الجديدة والعمل على ملئها بالحسنات.

أخيراً أود أن أصرح للرئيس أوباما باللغة الإنجليزية مثلما فعل هو وختم خطابه باللغة العربية قائلاً "السلام عليكم".

أقول له: obama, you made us love you








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة