أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد الدسوقى رشدى

الهجوم على «012».. نجيب ساويرس يعنى!

الخميس، 30 يوليو 2009 08:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بأى حال من الأحوال أنت مجبر على الاعتراف بأن هذا الرجل نموذج لرجل الأعمال الناجح، سواء كنت معه أو كنت ضده ستعترف بذلك لأن الاعتراف بالحق فضيلة كما يقولون، وأعلم جيدا أن اعترافك سيأتى سريعا وواضحا ومباشرا لا لشىء سوى أن ساويرس نموذج لرجل الأعمال الذى لم يخرج بفلوسه وملايينه من أسفل عباءة السلطة، قد تقف قليلا لتعترض على تصريحاته حول الحجاب، وقد تسبب جينات التعصب لك بعض الذبذبة الدماغية حينما تتذكر أنه مصرى مسيحى، ولكنك فى النهاية ستعود لترضى نفسك عبر تذكيرها بأن ملايين هذا الرجل وأسرته جاءت بجهدهم لا عبر جسور امتدت مع الدولة مثل حال نصف رجال أعمال البلد، أو عبر كرسى داخل الوزارة أو داخل الحزب مثل أحمد عز وشركاه.

قد تعتبر الكلام السابق إعلانا مدفوع الأجر لتلميع ساويرس.. ولك كل الحق، فأنا أعلم أننى الآن أكتب مندفعا فى محاولة للبحث عن تفسير للهجوم الذى يتعرض له نجيب ساويرس إذا نطق بتصريح هنا أو أجاب عن سؤال هناك، أو حتى ابتسم فى صورة بجوار أبوتريكة، هل كان نجيب ساويرس فى حاجة إلى صورة أبوتريكة لكى يشترى الناس خطوط «012» بدلا من «010»؟ ثم، أليس ساويرس الذى أهدى أبوتريكة مليون جنيه وظهر بجوراه فى الصورة التى أغضبت الجميع، هو نفسه ساويرس الذى يهدى الأدباء الشبان والكبار وكتاب السيناريو آلاف الدولارات كل عام، وتنشر الصحف صورهم معه معترفة بكل اعتزاز وتقدير بدور الرجل فى إحياء الوسط الثقافى الذى أصابه الكثير من الصدأ بسبب تجاهل الدولة للمبدعين والكتاب؟

هناك سر ما وراء هذا الهجوم الجاهز للعرض على عائلة ساويرس ونجيب على وجه التحديد، ربما لأن مهاجمى نجيب من النوع الذى يحب القولبة، يعنى إما أن تكون رجل الحكومة أو بتاع المعارضة، ونجيب ساويرس يسهل أن تجده مرة فى صورة مع الوزير الفلانى، ومرة أخرى فى صورة مع المعارض الفلانى، أو تسمعه مرة يشيد كما يشيد الجميع بحكمة الرئيس، ومرة أخرى يسخر من ضعف الحكومة وقلة حيلتها ويتحداها، أو ربما لأن اسم نجيب ساويرس ليس من زوار موضوعات الصحف التى تتحدث عن الفساد أو سرقة أراضى الدولة بشكل يؤكد أنه رجل غير خاضع لابتزاز من اتخذوا الهجوم خير وسيلة للحصول على الإعلان.. كل شىء جائز، ولكن بالنسبة لنا نحن الناس السائرين فى الشوارع أو بالنسبة لى على الأقل يبقى نجيب ساويرس رجل أعمال ناجحا لم يسرق مال الدولة ولم نسمع عن عمال فى شركاته يعانون من أجل الحصول على مستحقاتهم، مثلما يحدث فى شركات رجال الأعمال الوزراء أو القريبين من السلطة، ولكن تبقى مشكلتى الوحيدة مع نجيب ساويرس فى رغبته الدائمة بالوجود والتى تكون سببا فى سقوطه فى فخ الخطأ، خاصة حينما يتعلق الأمر بالقضية «الرزلة» مسلم ولا مسيحى، فقد خانه ذكاؤه حينما وقع فى فخ تصريحات الحجاب كما حدث منذ عامين، ويخونه ذكاؤه كثيرا حينما يبدى حماسة كبيرة فى إثبات عدم تأثر نشاطه الاجتماعى والاقتصادى بكونه قبطيا، فيأتى بردود من نوعية «لا يوجد مسيحى مسلم مثلى» أو «كل نجاحاتى كان الفضل فيها لمسلمين».. «ولا يحمى المسيحيين فى مصر سوى المسلمين الذين يتمتعون بوعى».. وهى إجابات قد تبدو طبيعية بالنسبة له، ولكنها بالنسبة لمجتمع لم يعالج نفسه بعد من أمراض التعصب تبدو «متزوقة» وتمتلئ بالكثير من النفاق، وتثير غضب بعض المسيحيين الذين يرونها محاولة لتملق الأغلبية من أجل الحفاظ على مكاسبه المالية.. أعلم جيدا أن نجيب ساويرس من هذا النوع الذى يحب التعبير عن آرائه الشخصية، وأشعر بشغفه الشديد بأن يكون له صوت غير رسمى فى فضاء آخر غير فضاء البنكنوت والأسهم، وهو شغف يحترم، ولكن يصعب تنفيذه إلا فى حالة واحدة..

هى أن يحفظ نجيب تركيبة المعادلة الصعبة التى يحياها «ملياردير قبطى فى مجتمع إسلامى- وشخصية عامة لا تعمل تحت إبط الحكومة».. وبالمناسبة المعادلة دى صعبة أوى.. حتى لو كنت «شاطر» فى الكيمياء!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة