أمامنا عدة أشكال من التعامل المرتبك مع قضية الراحلة مروة الشربينى ضحية العنصرية والتطرف فى ألمانيا:
أولاً، موقف الخارجية المصرية، الذى لا يرقى إلى مستوى الحادث، وتوارى وراء الصمت غير الديبلوماسى وغير العملى، وكأن الجريمة لم توقع ضحية مصرية خارج الأراضى المصرية، مما يدخل بالضرورة فى صلب اختصاص وزارة الخارجية.
ثانياً، تسابق المسئولون المحليون إلى الظهور فى الصورة من زاوية العلاقات العامة، بدءاً من التصريحات التى تدغدغ عواطف الناس، وصولاً إلى حضور جنازة الفقيدة الراحلة، ولملمة الحادث، اتساقاً مع مبدأ الصمت الذى تتبعه الخارجية.
ثالثاًَ، سعى وسائل الإعلام القومية إلى إبراز تصريحات السفير الألمانى بالقاهرة برند أربل من أن الحادث لا يجب أن يكون جزءاً من العلاقات المصرية الألمانية، أو تصريحه الآخر المتعلق بصرف التعويض المناسب لأسرة الراحلة مروة، وكأن صرف هذا التعويض المناسب منحة ألمانية إلى الشقيقة مصر.
رابعاً، النزوع إلى التهييج الفارغ من قبل بعض الصحف الحزبية والمستقلة، التى تلقفت انفراد اليوم السابع بنشر خبر مقتل مروة الشربينى، على اعتبار أنها قضية ساخنة، أو يمكن تسخينها.
هذا التعامل المرتبك، الذى لا يرقى بأى حال من الأحوال مع ما يمثله الحادث، يفرض عدداً من الأسئلة، ربما تكون بداية لخطوات تالية:
أولاً، لماذا لا تستبدل وزارة الخارجية الضغط الإيجابى، على السلطات الألمانية، المستعدة لاتخاذ خطوات لترميم سمعتها، فى الحصول على ضمانات لحماية المبعوثين المصريين المعرضين ربما لمصير مروة الشربينى.
ثانياً، ماذا تعمل المراكز الثقافية المصرية فى الخارج؟ يبدو أنها مازالت نائمة، رغم ما يمكن أن يمثله هذا الحادث من فرصة هائلة لإعادة تعريف الإرهاب فى أوروبا وفى الغرب عموماً، وفك الارتباط ثقافياً بين الإسلام والإرهاب، وهو ما ترافق مع ما جاء فى خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما من انفتاح على الثقافة الإسلامية، وإعادة الاعتبار إلى الإسلام بوصفه دين تسامح أسس لحضارة عظيمة.
ثالثاً، فتح ملف التعويض الخاص بمروة الشربينى، والحصول على أقصى تعويض ممكن، لا ما يريد الطرف الألمانى دفعه، مع المطالبة بالتأمين على المبتعثين المصريين فى البلاد الأوروبية التى تنتشر فيها الدعوات العنصرية المتطرفة ضد الأجانب؟.
رابعاً، لماذا لا تتشكل مجموعة عمل من الخارجية والثقافة والتعليم العالى، لإدارة أزمة الراحلة مروة الشربينى، ولنبدأ بتحويل الراحلة لأيقونة أو شعار لمؤتمر عالمى يتم عقده فى مصر حول العنصرية والإرهاب، بهدف تسليط الضوء على كل أشكال التطرف والعنصرية فى العالم، وكسر الصورة النمطية للعرب والمسلمين باعتبارهم الإرهابيين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة