"غاظنى" حصول أبو مازن على موقعه فى رئاسة حركة فتح بالتزكية.. فلماذا التزكية، هل يمكن أن يكون هناك إجماع على أحد أيا كان، ثم كيف يمكن أن يكون هناك إجماع على إنسان، والأنبياء المرسلون من عند الله جل علاه كان عليهم خلاف؟! فلماذا لم يترشح أحد أمام أبو مازن، لماذا لم تكن هناك معركة فيها حيوية وصراع أفكار ورؤى، ولماذا اقتصرت المنافسة على اللجنة المركزية والمجلس الثورى؟
من الصعب أن تجد إجابة مباشرة من خلال ما حدث فى مؤتمر حركة فتح الأخير، ولكن يبدو أن هذه هى طبيعة حركات التحرير فى عالمنا العربى، تبدأ بشعارات عادلة، ولكن الجسم الذى ينفذ لا علاقة له بالديمقراطية ولا بالعدل، وتتوه منها البوصلة وتشيخ تدريجيا وتنتهى إلى كيانات بيروقراطية لا تستطيع تحقيق ما وجدت من أجله. فقبل أبو مازن كان ياسر عرفات، الذى ظل رئيسا لحركة فتح ورئيسا لمنظمة التحرير طوال حياته، ومن بعده أبو مازن الذى يبدو أنه سيظل رئيسا هو الآخر حتى نهاية عمره.
هذا لا يعنى التقليل من قيمة ودور حركة فتح أو منظمة التحرير أو غيرها من التنظيمات الفلسطينية، فقد لعبت دورا مهما فى الحفاظ على عدالة القضية الفلسطينية فى وجدان وعقل العالم.. ولكن هل يمكن أن يكون غياب الآليات الديمقراطية الحقيقية داخل هذه التنظيمات هو سبب ما وصلت إليه القضية الفلسطينية؟
أظن أن الإجابة بنعم .. وأظن أيضا أن التنظيمات التى جاءت بعد فتح وعلى رأسها حماس وقعت فى ذات الفخ، بل كانت أشد استبدادا فى داخلها، ففتح فى النهاية لا تعتبر نفسها ظل الله جل علاه على الأرض، أى أنها فى النهاية تنظيم مدنى.. أما حماس فمصيبتها أكبر، فهى تنظيم دينى هدفه إقامة دولة مشايخ، ولذلك ستجدها مثل كل التنظيمات الدينية فى العالم الأساس فيها هو السمع والطاعة، بل وجوهر علاقتها بالشعب هو القمع، رغم أنها ولدت لتحريره، تأمل أولويات حماس فى غزة هى فرض الحجاب بالقوة. لا أظن أننى أكون مبالغا لو قلت لا أريد فتح أو حماس..فلا يمكن لمستبدين أن يحرروا أرضا وشعبا، فالأحرار وحدهم يمكن أن يزرعوا الحرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة