سعيد شعيب

خرافات مصطفى الفقى

الخميس، 20 أغسطس 2009 01:53 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مازال الدكتور مصطفى الفقى مصرا على ترويج البضاعة الفاسدة التى تؤدى إلى حرمان المصريين من حقهم الطبيعى فى الحرية، فقد قال الرجل فى برنامج "بلدنا" أول أمس: " فى حالة إجراء انتخابات حرة ونزيهة مثلما ترغب واشنطن، ستكون العواقب مش فى مصلحتها".. لماذا يا دكتور؟

أجاب:لأنها ستأتى بـ 22 حكومة ضد واشنطن وتل أبيب، لأن الرأى العام ساخط عليهما، فالشعوب العربية دائما تنتقد السياسات الأمريكية لأنها غير مرضية.

مصيبة هذا الرأى أنه يكشف ولأول مرة علنا العديد من الأمور الخطيرة، فقد كانت معلومة بالضرورة، ولم يكن هناك من يجرؤ فى السلطة الحاكمة على قولها علنا.. وهى:
1- النظام الحاكم فى مصر يروج لنفسه لدى الدوائر الغربية بشكل عام والأمريكية بشكل خاص، بأنه هو الوحيد القادر فى مصر على حماية مصالحهم فى المنطقة، فالبديل هو المعارضة عموما، وأنصار التيار الدينى بشكل خاص، وكل هؤلاء سوف يحاربون الغرب وإسرائيل. إنها الفزاعة الكاذبة. وهذا معناه أن شرعية النظام الحاكم ومن يعبر عنهم من شرائح اجتماعية، لا تستند للمصريين، ولكن لخدمة مصالح الغرب.

2- الأمر الثانى وهو مرعب، وهو أن المصريين لا يستحقون الحرية. ودعنى أذكرك بتصريحات قديمة لرئيس الوزراء دكتور نظيف بأن المصريين لم ينضجوا سياسيا، لأنه لو حدث وحصل أبناء هذا البلد على الحرية فسوف يأتون بالأشرار للحكم، ولأن هذا الحزب الجاسم على قلوبنا يعرف مصلحتنا أكثر منا، قرر حمايتنا من "الأشرار الوحشين".

3- ومن المؤكد أن الفقى، أستاذ العلوم السياسية، يعرف أن الاستبداد هو الذى يزرع التطرف بكل أنواعه، بل هو حليفه، لأنه يمنحه مبررات الوجود، أما الحرية فهى السبيل الوحيد لمعالجة أى تطرف من أى نوع، لأنه يندمج فى آليات قادرة على التغيير السلمى الديمقراطى، ومن ثم ينتقل من خانة أنه طاقة هادمة للدولة المصرية إلى طاقة دفعها للأمام.

5- الحقيقة أن ما قاله الفقى لا يستحق الرد المفصل، فهو مخالف للبديهيات، ولكن ليسمح لى القارئ بأن أضرب مثلا واحد على كذب هذه المزاعم، فالمصريون منذ سنوات يمارسون حقهم الديمقراطى فى الاحتجاج السلمى، ويحصلون بالتفاوض على حقوقهم أو بعض منها، دعنى أذكرك بإضراب العاملين فى هيئة النقل العام، ولم يسمحوا للسلطة الحاكمة أو المعارضة بكل تياراتها بالركوب على أكتافهم.. فلديهم أهداف سلمية محددة يريدون تحقيقها، ومن يريد مساندتهم، فأهلا وسهلا، ولكنهم لا يسمحوا لأحد باستخدامهم.

6- الحقيقة أننى تمالكت نفسى حتى لا يكون ردى على الدكتور غاضبا ومسيئا له، ولكننى لا أستطيع إنهاء هذه الكتابة دون أن أقول له.. إن المصريين أرقى من كل الذين يحكموننا دون إرادتنا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة