فوجئت بوقوع الزميلين جمال الشناوى وأحمد فؤاد أنور فى خطأ الخلط الشهير بين اليهودية والصهيونية، ناهيك عن الأحكام الإجمالية التى تدين كل يهود العالم، لمجرد أنهم يهود.
صديقى الشناوى كتب العدد الماضى من «اليوم السابع» محذرا من قناة يهودية أمريكية مهمتها محاربة العداء للسامية، ومن مرشدين سياحيين يهود، لم يقل جنسيتهم، ينسبون لأجدادهم بناء الأهرام. وصديقى فؤاد وهو أستاذ عبرى فى جامعة الإسكندرية يفسر أحداثا حالية تتعلق بالموساد الإسرائيلى بالعودة إلى عهد سيدنا موسى عليه السلام.
بالطبع هذه مغالطة كبرى، فلا يوجد فى العالم جنس واحد نقى ممتد منذ آلاف السنين، ولو صدقنا ذلك، فعلينا أن نصدق ادعاءات هتلر العنصرية بنقاء الجنس الآرى، فهذه ادعاءات لا يجب الاستسلام لها، لأننا بذلك نعيد إنتاج العنصرية الصهيونية، التى تزعم بأن اليهود عرق وأمة وغيرها من الأساطير.
الأمر الثانى هو أن إسرائيل ليست ممثلة اليهود فى العالم، فهذه إحدى الأكاذيب التى يروجها الصهاينة، لتمنح الكيان العبرى مشروعية لا يستحقها، فإسرائيل دولة يعيش بها بعض اليهود، ناهيك عما هو أهم، وهو أن هناك الكثير من اليهود فى العالم، بل وداخل إسرائيل ضد الصهيونية، بعضهم لأسباب دينية مثل حركة يهود ضد الصهيونية، وهم يهود أرثوذكس يعتبرون الكيان العبرى خطرا على اليهودية ويؤيدون حقوق الفلسطينيين، وقد زار بعض حاخامات من هذه الحركة مصر فى طريقهم لمناصرة أهلنا فى غزة ونددوا بالوحشية الإسرائيلية.
ناهيك عن الكثير من الشخصيات اليهودية التى ترفض الصهيونية منهم سيجموند فرويد عالم النفس الشهير، وكارل ماركس، والفيلسوف الفرنسى جان بول سارتر، ومعه جاك دريدا، والأمريكى الشهير ناعون تشومسكى وغيرهم.
أضف على هؤلاء الكثير من اليهود المصريين، كما جاء فى كتاب الدكتور محمد أبو الغار «يهود مصر من الازدهار إلى الشتات»، منهم المحامى الراحل شحاتة هارون، ويوسف درويش، ويعقوب صنوع صاحب شعار مصر للمصريين، وموسى قطاوى الذى استقال من وزارة المالية لأنه أرسل برقية تهنئة بالعيد إلى سعد زغلول فغضب الملك. وأسس يوسف قطاوى جمعية الشباب المصرى اليهودى وجريدة الشمس للوقوف ضد الدعاوى الصهيونية فى مصر.
الخلاصة هى أنه لا يجب محاربة العنصرية بالعنصرية، فنحن نعادى إسرائيل لأنها تحتل أرضا وتشرد شعبا، ولو فعلها مسلمون لحاربناهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة