حمدى رزق

البراءة قبل النقض أحياناً..

الثلاثاء، 25 أغسطس 2009 07:56 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ظهر الحق، هشام طلعت براءة، لحن البراءة يعزف فى كل مكان، يشنف الآذان ويطرب قلوب المشتاقين، لاحديث إلا حديث البراءة، مذكرات الطعن تتوالى، ليست واحدة وكفى أو اثنتين بل سبع، جهابذة القانون اجتمعوا ليصرمونها مصبحين، يصرمون القضية سبباً سبباً ولايستثنون منها سندا أو دليلا، البراءة كلمة خفيفة على اللسان ثقيلة فى الميزان، ميزان الأتعاب، وكل بأتعابه، والأتعاب بالملايين، ورقبة هشام تستأهل، وليس أكثر من الملايين.

فساد فى الاستدلال، وأخطاء فى التسبيب، حكم فاسد كما يقولون، صار حكم الإعدام فاسدا غير متيقن، وقر فى أذهان العامة أنه حكم فاسد، والمتهم برىء حتى تثبت إدانته، حكم أول درجة وهو حكم من باب التجربة، أما فى النقض فالاحكام إللى بجد، البراءات إللى بجد، المستشار محمدى قنصوة حكم بما ليس له به علم، العلم لدينا نحن الجهابذة، الحكم لدينا نحن الفقهاء وإذا كان القاضى قنصوة مستشاراً فنحن بالمستشارية أولى، تاريخ طويل من المرافعات يجره كل منهم وراءه فى محاكم الجنح والجنايات، لن تستعصى عليهم البراءة، مضمونة إن شاء الله يا أستاذ.

تجاوزوا كل الأعراف المرعية، وأرسلوا مذكرات طعونهم كالوجبات الجاهزة للصحف الجائعة فى رمضان لتملأ بطونها بمذكرات ما أنزل الله بها من سلطان، مذكرات لا تسمن ولا تغنى من جوع إلى البراءة التى بها يتحدثون وبئس ما يفعلون، ديلفرى، مذكرات الدفاع صارت ترسل ديلفرى، تناقش ديلفرى، البراءة ديلفرى.

القاضى مخطئ فى تسبيب الأسباب، النيابة مخطئة، فى جمع أدلة الاتهام، دبى مخطئة، والقاهرة مخطئة وسوزان تميم مخطئة، بأى سكين قتلت، كلهم مخطئون فى حق الناسك العابد الصائم المؤدى لفروض ربه، القائم ليلا، الساجد نهارا، صاحب المسجد، الرجل الخير، رجل البر والإحسان.

لقد تجاوزوا فى غيهم القانونى، إنهم أمام محكمة النقض لنقض الحكم، وما نقضوه وما برأوه ولكن شبه لهم إن الحكم ساده الفساد والبطلان، لا يزالون يعمهون فى دفاعهم ويتخبطون، ويعددون الأسباب، والأرقام القياسية تتكسر فى تلك القضية، عشرة أسباب، خمسة عشر، واحد وثلاثون سببا لبراءة هشام والطعن على حكمه، حكم بصدده واحد وثلاثون سببا، هل يصمد أمام الحقيقة ساعة، سينهار الحكم حتما، براءة إن شاء الله يا أستاذ.

لا أدرى عن أى أعراف قانونية يتحدثون وهم يبوحون بما انطوت عليه مذكرات الدفاع، لا أعرف بأية مهنية واحترافية يسودون صفحات الصحف بآرائهم فى قضية معروضة أمام القضاء، كيف سولت لهم أنفسهم أن يهينوا حكما صدر بالحيثيات التى فتح الله بها على القاضى المحترم محمدى قنصوة، وكيف استباحوا سمعة قاض فى عرض الطريق، بالغمز واللمز والإهانة القضائية، تصوروا أنفسهم أمام محكمة النقض، يترافعون، ولأنهم يقينا يعلمون أن محكمة النقض محكمة مذكرات قرروا المرافعة فضائيا وكل ليلة، السيرك منصوب، بيعملوا بالأتعاب.

يتسابقون، ويتنابذون، الكعكة كبيرة، الهبرة ضخمة، الملايين زى الرز، البراءة ثمنها لا تحده الأبصار أو تعقله العقول، يقولون إن هشام مستعد لإنفاق الملايين مقابل لحظة حرية، ربنا ينولها له حقا، هى له بالقانون وليس بضغط عدد من الفضائيات والصحف، ليست باللعب على صمت القاضى الجليل وإهانة حكمه من قبل مجموعة من المحامين تسربلت بروب المحاماة - الذى لا يعرف إلا الحق - وجدوا ضالتهم فى قضية الكل فيها كسبان ماليا ومهنيا، إلا هشام وأسرته الذين صاروا لعبة المحامين وبعض الفضائيين والصحفيين أعانهم الله على ما بلاهم.
حتى الآن لا أفهم قانونية ما يجرى فضائيا من وجهة النظر القضائية، ولا أفهم مغزى سكوت المجلس الأعلى للقضاء على هذه المهزلة، ولا أفهم كيف ستمكن محكمة النقض من قرارها - إذا كان بتأييد الحكم - بعد تهيئة مناخ الرأى العام للبراءة، وكيف ينظر إليها الموسوسون بعين الشك إن هى قبلت النقض وأعادت المحاكمة؟

السيناريو القادم مخيف ومقلق ويدعو إلى الشك وإلى الحيرة.. لو رفض الطعن صار هشام ضحية النظام الذى نفض يديه منه وأوصى عليه تنفيذا لرغبات الاشقاء فى دبى الذين هاجوا من ارتكاب جريمة على أرضهم الغالية وفى حرمهم الحصين، اعتداء على الحرمات.. ويقسم نفر منهم كذباً، والله لولا دبى وضغوط دبى كانت اتطبخت، ولو قبل الطعن الذى فيه يستفتيان، إذن القضية - كما يقولون وهم - فى طور الطبيخ والتطبيخ والنقض سيسلمها لدائرة براءة، هناك دوائر للبراءة، مخصصة للبراءة، وسيخرج هشام من القفص، مجبورا بإذن الله، وما اتهموه وماسجنوه ولكن شبه لهم .

قلبى مفطور على قاض جليل، لم يكسب ملايين وكان متاحا، ولم يهادن نفوذا وكان ماثلا أمامه فى القفص، ولم يمار فى أدلة واتهامات تخزق العين وتقول هنا قاتل وشريكه، كل ذنبه أنه تصدى لقضية قتل، نصيبه منها الخسارة والخذلان وقلة القيمة على الفضائيات والصحف، قاض يتحول إلى متهم فقط لأنه طبق صحيح القانون وفقاً للأدلة التى قدمتها له النيابة، عاقب قاتلا وشريكه على جناية قتل مع سبق الإصرار والترصد، والمتهم يتحول إلى حمل وديع تتخاطفه الذئاب، والكل يعلم من هم الذئاب ولكنهم يكابرون، يعاندون العدالة ويستكبرون .

عملية تقطيع هدوم ملابس القاضى الشريف قنصوة التى يمارسها دكاترة الدفاع ليست جديدة على الأسماع، كانت متوقعة، وسيعاودون الكرّة، محمدى مطلوب شخصا وحكما، فشلوا مع الشخص وذهب ريحهم، لم يجدوا شائبة فى سجله القضائى، انهالوا على حكمه تقطيعا وتسفيها والكل يعلم من هم السفهاء ولكن لا يشعرون.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة