سعيد شعيب

ازدواجية أحمد منصور

الأربعاء، 26 أغسطس 2009 02:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليست لدى مشكلة فى أن يعتنق الزميل أحمد منصور ما يشاء من أفكار، ولكن لا يجوز أن يطبق معايير مزدوجة، فهو لم يكن صادقا عندما ادعى فى برنامج لماذا؟ أمس على قناة القاهرة والناس، بأن الجزيرة تنتقد النظام القطرى مثلما تفعل مع باقى الأنظمة العربية، وكانت حجته الضعيفة هى أنهم قاموا بتغطية مظاهرة لمعارضين قطريين فى دولة أوروبية.
رغم أن منصور يعلم أن هذا غير صحيح، فلا يمكن للجزيرة أن تفتح على سبيل المثال الانقلاب الذى قام به الأمير ضد أبيه، أو تسأل عن غياب الأحزاب والبرلمان، أو أموال العائلة المالكة، ولو قال إن هذه القناة مثلها مثل أى وسيط إعلامى لها سقف وخطوط حمراء، لصدقته واحترمته، فلا يوجد فى الدنيا كلها إعلام بلا أهداف، ولا يوجد فى الدنيا كلها من ينفق الملايين ويتنازل عن حقه فى الدفاع عن مصالحه وسياساته، وكنت سأحترم منصور وأصدقه لو أنه قال إنه يعمل مثل كل زملائه الصحفيين والإعلاميين فى كل مكان، تحت سقف، ولكنه أراد أن نصدق أكذوبة أن الجزيرة واحة الحريات التى تقود التغيير الديمقراطى فى العالم العربى.

بالطبع لا يمكن، ومن يفعلون ذلك، ومنهم أحمد منصور يمارسون ازدواجية عجيبة لا يمكن تبريرها، كما لا يمكن أن يبرر منصور أنه يرى أن كامب ديفيد هى سبب كل الكوارث التى لا نعيشها، فى حين لا يشير على الإطلاق للعلاقات الإسرائيلية القطرية الحميمة، ولا يشير إلى ما تنشره الصحف العبرية حول الفيلات والقصور التى يملكها أمراء ومسئولون قطريون هناك فى إسرائيل.

هذا لا يعنى أننى أريد المزايدة على منصور، فأنا مثله ومثل كل الصحفيين نعمل تحت سقف المؤسسات التى نعمل بها، ولكنى لا أتبرع بالكذب وادعاء أن أى مؤسسة صحفية عملت بها كانت واحة للحريات، كما لا يمكننى الهجوم على التطبيع هنا فى مصر والسكوت عليه هناك فى قطر.

وهذا لا يعنى أننى ليس لى انتقادات على النظام المصرى، أو على كامب ديفيد، ولكننى فقط منزعج من المعايير المزدوجة، ومن الادعاءات التى يريد منصور وغيره أن نصدقها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة