بقية من حياء هى التى تدفعنى لكى أتحدث عن الحجاب.. من مثله شهد من الظلم ما لم يذقه يوسف فى سجنه، كان الهجوم عليه ضاريا يترك علاماته فى جدار القلب وعلى حواشى الضمير.. فقد تربيت على أن تغطية الشعر فضيلة وكشفه عار وصبغه تصابى، لكنى بمرور الوقت تخليت عن العار والتصابى لأن لكل امرأة قناعتها الخاصة، إلا أننى لم أتزحزح قيد أنملة عن فضيلة ارتدائه. لم أكن أتوقع يوما أن تنقلب الآية ليصبح العار تقدما والفضيلة رجعية والتصابى تجديدا.
إذا كان من حق الجميع أن يهاجم الحجاب فمن حقه على الجميع أن يحترموه ويحترموا من يلبسنه بعيدا عن التأويل وتفتيش الضمائر والتقليب فى ثنيات النوايا، يا أخى كن يمينيا أو يساريا أو ليبراليا أو امش على أربع، ولكن لا تجرح إنسانة اختارت أن تغطى شعرها طاعة لربها وفق ما فهمته من تأويل، فهو عقيدة وليس ترفا، هو قناعة ليس إجبارا..
لا أحتاج منك تذكيرا بأن بعضا من نساء حماس وإيران والسعودية يخلعن حجابهن فور التأكد من خروجهن عن الحدود الإقليمية لبلادهن، أنت تحتاج إلى من يذكرك بأن هؤلاء النسوة يهربن من عقاب السفور فى بلادهن ليقعن فى معصية النفاق فى البلاد الأخرى، يا أخى لو كان هناك مليون امرأة يرتدين الحجاب قسرا وامرأة واحدة ترتديه قناعة، ألا تستحق أن نحترم مشاعرها.
نحن على يقين بأنه ليس من الشجاعة فى شىء أن يرفع المتأسلمون الحجاب على أسنة الرماح، هذا لا يعنى أن نترك الآخرين يدوسونه بأقدامهم، فاليسارية الحقة أن تدعو لأفكارك دون أن تتعرض للآخرين بالاستهزاء أو النقد، والليبرالية الأصيلة هى أن تترك للآخرين أفكارهم دون أن تلومهم عليها.. الحديث عن الحجاب هنا ليس دفاعا عن أحد إنما هى كلمة نحسبها حق، ضد كل المتاجرين به والمتناحرين عليه، هى رسالة لكل من ترتديه بألا تبتئس ممن يفتشون فيما تحت حجابها بحثا عن رجعية أو نوايا سيئة، الحديث هنا نداء لكل من خلعت الحجاب بأن تحترم حرية الآخرين ولا تخلع برقع الحياء من وجهها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة